تضم محافظة الإسماعيلية عددا كبيرا من العائلات ذات التاريخ الكبير، بعضها ينتسب إلي قبائل الشام وشبه الجزيرة العربية، وأغلبها يعمل بالمجال الزراعى. وتمتاز هذه العائلات بالالتزام بالعادات والتقاليد، وطبائع خاصة فهم لا ينحنون لأحد، ولا يقبلون على عمل شيء هم غير مقتنعين به، كما يمتازون بالكرم الشديد، والضيافة. ومن أبرز عائلات الإسماعيلية عائلة الزغبى، وهى من أوائل العائلات التى قدمت إلى الإسماعيلية من مدينة بلبيس بالشرقية، وتنتسب إلى إحدى قبائل الشام، وقد استقرت فى منطقة القناة بعد حفرها، ثم انتقلت إلى الإسماعيلية، ولم تتركها أثناء حرب الاستنزاف، ورفض أبناؤها التهجير، وأصروا على زراعة أرضهم، الممتدة فى منطقة الفردان وكانت تقدم إنتاج محاصيلها الزراعية، وماشيتها لأفراد الجيش مجانا، وأثناء حرب الاستنزاف عرضت قيادة القوات المسلحة بالإسماعيلية على السيد أحمد الزغبى عميد عائلة الزغبى فى ذلك الحين، أن يحصل على المكينات، والأداوت التى يحتاجها فى الزراعة من القوات المسلحة, مقابل ما يفعله من تقديم إنتاج الأرض للجيش، فرفض بشدة، وأصر على موقفه، وكان السيد أحمد الزغبى يعاون القوات المسلحة فى حمل الذخيرة، ويساعد فى نقل الجرحى والمصابين، ولم يقف دور عائلة الزغبى عند هذا الحد، بل امتد إلى مساعدة المهاجرين، فى نقل أمتعتهم إلى اماكن توطينهم الجديدة، وأثناء الغارات الجوية الإسرائيلية، وحرب الاستنزاف تم اجتياح بعض جناين الزغبى، ومن رموزها السابقين صالح الزغبى، وكان مصلحا اجتماعيا، كان له دور كبير فى عملية الصلح بين عائلات الإسماعيلية الكبيرة، والصغيرة على السواء، ومن رموز عائلة الزغبى الحاليين الدكتور محمد الزغبى رئيس جامعة قناة السويس السابق، وإبراهيم الزغبى رئيس قطاع الشئون المالية والإدارية بشركة إنتاج الكهرباء بشرق الدلتا، وعبد الله الزغبى رئيس مجلس إدارة مدينة القنطرة شرق. ومن أوائل العائلات التى استقرت بمدينة الإسماعيلية عقب إنشاء القناة، عائلة «أبو عطوة» وهم أصحاب عزبة «أبو عطوة» بالإسماعيلية، وتنتمى إلى أحمد عطوة الذى قدم إلى الإسماعيلية عام 1885، وبمنطقة «عزبة عطوة» يوجد معرض «دبابات أبو عطوة», وفيه عرض لبقايا الدبابات الإسرائيلية التى تم تدميرها، وأسرها أثناء حرب الاستنزاف، ومن رموزها الحاليين أحمد محمد أحمد عطوة أحد أبطال القوات الخاصة بحرب أكتوبر، الذي أصيب بعشر طلقات، فى فخذه اليسري، وبشظية فى الرأس، وثلاث رصاصات فى يده اليسرى، وظل يعالج لمدة خمس سنوات كاملة، ويتذكر أحمد عطوة موقفه مع الرئيس الراحل أنور السادات، فى أثناء إحدى جولاته هو والمعلم عثمان أحمد عثمان بالإسماعيلية، حيث كان الوقت ليلا، وفى أحد شوارع الإسماعيلية، كان أحمد عطوة يقود سيارته، ورأى سيارة مرسيدس قادمة، فى الاتجاه المعاكس، فأراد أن يلقن قائدها درسا، فوقف بسيارته معترضا السيارة المرسيدس، وما أن وصل إليها حتى رأى قائدها، يقول له بصوت جهورى: «أنا غلطان» وفوجئ أنه الرئيس الراحل انور السادات، فاحتضنه وبكى، وأعطى السادات أبناء عطوة الثلاثة، 300 جنيه، لكل منهما 100 جنيه. وتعد عائلة النيدانى، من العائلات الشهيرة بالإسماعيلية، وهى العائلة التى عمل عندها الرئيس الراحل أنور السادات، عندما قدم إلى الإسماعيلية فى الأربعينيات من القرن الماضي هربا من البوليس السياسي. وهناك عائلة الزمالطة القادمة من العريش، ولها امتداد قبائلى فى الشام، وهناك عائلة القراقرة، وعائلة نجم الدين الأنصارى، وعائلة ابو شحاتة وتمتلك «عزبة أبو شحاتة بالإسماعيلية»، وعائلة أبو أمين، والأشراف، ومن العائلات التى تمتد إلى أصول قبائلية بالشام عائلات البراهمة، والجبلاوى، والعويضات، اما عائلتا الأشراف والكالحين, فهى تمتد إلى قبائل بشبه الجزيرة العربية.