الاشتباك الإعلامي الدائر مع «حماس» وجماعة الإخوان المسلمين على خلفية الحرب الدائرة في غزة لا يشير إلى وجود وعى وإدراك لحقيقة الصراع مع الكيان الصهيونى الغاصب لفلسطين والقدس، فلطالما شن الإسرائيليون اعتداءاتهم على العرب لأسباب من اختراعهم ولا ننسى أسر الجنود الصهاينة عام 2006 التي اتخذتها إسرائيل ذريعة لشن حرب واسعة على لبنان يعرف القاصى والدانى أنها كانت حربا سابقة التجهيز والتخطيط. الأمر ذاته ينطبق على خطف الصبية الإسرائيليين ال3 التي اتخذتها إسرائيل ذريعة لشن عدوانها الأخير، المدافعون عن غزة وأهلها ليسوا كلهم وربما ليس أغلبهم من حماس ومن باب أولى ليسوا من جماعة الإخوان. من ناحية أخرى فقد بدا واضحًا أن تباينًا واضحًا بين الجناح السياسي الحماسى الذي يعبر عنه خالد مشعل وآخرون الذين بدا واضحًا أنهم يسمسرون سياسيًا لصالح قطروتركيا الأطلسية، وهو ما عبر عنه القائد العسكري للقسام محمد ضيف الذي كشف خطابه الأخير عن سحب ورقة السمسرة السياسية من يد خالد مشعل. أما الذين وضعهم قدرهم العاثر في موضع الوساطة بين المعتدين والمعتدى عليهم فعليهم أن يدركوا أن تحقق (مطالب المقاومين في غزة) سيصب لصالحهم وليس لصالح هؤلاء السماسرة، كما أنه سيهز موقع المزايدين في تركياوقطر، كما أن عليهم أن يدركوا أن استعادة الإخوان لمكانتهم المنهارة أمر بعيد المنال، وسيبطل حججهم بأنهم وحدهم من يتصدى للعدو الصهيوني. لم يكتف هؤلاء بالمزايدة على مصر بل هم يزايدون على من دعم ويدعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح والتدريب وهذا هو شأن الإخوان في كل زمان ومكان. العدو الصهيونى هو الخطر الأكبر الذي يهدد وجود الأمة العربية وهو المحرك الحقيقى لكل فصائل الإرهاب في سوريا ومصر ولبنان لينشغل المسلمون بمعاركهم الوهمية حول الخلافة الداعشية لينعم هو بالراحة والأمان. التقارير التي تطلقها مراكز الأبحاث الموالية لإسرائيل تؤكد هذه الحقيقة وتشير إلى أن الاقتتال الداخلى بين العرب والمسلمين يمنح إسرائيل الأمن والأمان لمدة 50 سنة إضافية على الأقل. الاصطفاف في هذه الحرب ينبغى أن يكون مع المقاومة لا مع «حماس» أو غيرها.