عندما تتغير المعطيات وتتبدل الخريطة السياسية، ويسعى الحاكم للاحتماء بالقطب الأقوى اقتصاديا أو عسكريا حتى وإن خالف ذلك إرداة شعبه، فالمؤكد أن النهايات ستختلف جذريا عن البدايات. المنظر الأول: مظاهرات حاشدة منددة بزيارة "بوشيوس" رئيس أكبر دولة في فضائيوس، واتهامه بارتكاب مجازر بشرية في كل أرجاء البلدان، ووسط التظاهرات يقف مجموعة من المعارضين السياسيين، ومع اشتعال التظاهرات تكثف قوات الأمن من تواجدها وتقع اشتباكات قوية بين الطرفين وتلقى القبض على عدد كبير من المعارضين، والتليفزيون الحكومى لدولة "مصريوس" يبث الأغانى الوطنية ويؤكد للجمهور أن قلة مندسة ممولة من الخارج تحتج خارج القصر الرئاسى، والأمن ينظم الطريق ويوفر سبل الراحة للمتظاهرين، ويؤكد كذلك أن الرئيس أمر بإجراء محاكمة عاجلة تجمع بين الأطراف المتعارضة لتقريب وجهات النظر بحكمته المعهودة. المنظر الثانى: يستيقظ الرئيس "حسنيوس" على صوت تظاهرات واحتجاجات خارج أسوار القصر الرئاسى، وينادى بصوت جهورى فيدخل على الفور "ديوانيوس" المسئول عن شئون الديوان الرئاسى. "ديوانيوس": صباح الخير ياسعادة الريس. "ديوانيوس": يرد مرتبكا، دى مظاهرة ياسعادة الريس. "حسنيوس": مظاهرة ؟ هو كل يوم مظاهرات ؟ هو الشعب دا عاوز إيه منى ؟ مش كفاية إنى بحكمهم ومستحمل قرفهم ؟ دا شعب واطى وقليل الأصل، وعاوز إيه الشعب وبيتظاهر ليه ؟ "ديوانيوس": بالراحة شوية يا سعادة البيه، إنت راجل صاحب مرض، الشعب زعلان من زيارة الريس "بوشيوس". "حسنيوس": طب بطل رغى وغور مشى الشعب دا من هنا أحسنله، دا هيودينا في داهية، قال معترض قال. هنا تدخل السيدة "سوزانيوس" زوجة الرئيس، غاضبة متذمرة. "سوزانيوس": أنت صوتك جايب لآخر الشارع ليه يا راجل أنت ؟ أنت مش عارف أن الأولاد نايمين ؟ هم هيلاقوها منك ولا منك الشعب الواطى اللى بره ؟ "حسنيوس": أنا أسف يا حبيبتى، بس أنا صحيت متعصب على صوت المظاهرة اللى بره، وبعدين فيها إيه يعنى لما آخد راحتى في بيتى وأزعق شوية زى أي راجل في بيته يعنى؟ "سوزانيوس": زى إيه يادلعدى ؟ لا يا روحى، أنت شكلك نسيت أصلك يا راجل أنت، لو عليت صوتك تانى تتفضل تلم هدومك وعلى بيت أمك، أنت مش ناقصاك، أنت فاهم ولا لاه ؟ "حسنيوس": حاضر ياحبيبتى ياحاضر، بس أهدى شوية، العمال في القصر يقولو عليا أيه. "سوزانيوس": بلا عمال بلا زفت، وبعدين متخليش الشعب دا ييجى هنا تانى، الأولاد زعلانين وبيقولوا يا مامى مبنعرفش ننام كويس من صوت الشعب الوحش المزعج دا. "حسنيوس": حاضر ياحبيبتى حاضر "سوازنيوس": وأخلص ألبس هدومك علشان تروح تقابل الريس "بوشيوس" واوعى تنسى تكلمه في موضوع ابنك "جيمى" الواد بيكبر وعاوزين نطمن على مستقبله. "حسنيوس": حاضر ياحبيبتى... ثم يدخل "ديوانيوس" قائلا " كله تمام وجاهز ياسعادة الريس. "حسنيوس": هو الشعب مشى ولا لسه ؟ "ديوانيوس": لسه يا سعادة الريس، منتظرين أوامر سعادتك. "حسنيوس": الشعب دا ميجيش بالذوق والأدب، خلى الرجالة بتوع الداخلية يتعاملوا معاهم ويمشوهم من هنا علشان عاوز أخرج.