أبيّن زين

- ركزى بس شوية معايا يا خالة وقوليلى، شايفة إيه؟
تتأمل الخالة العجوز الفنجان فى يدها وتجيب: والله فنجانك غريب يا بنى.. كله نقط وخوابير!
- يا ساتر يا رب!! طب ركزى يا خالة نقط وخوابير ولا طماطم وبتنجان؟
- وهى تفرق معاك؟
- أصل فيه انتخابات برلمانية وبعدها هيكون فيه تغيير وزارى ف لو اللى انتى شايفاه ده خابور مش بتنجان يبقى انا رحت فى خبر كان....
تنظر إليه الخالة ثم تتأمل الفنجان ثم تقول وهى متهللة: أنا شايفة صينية فرح بعد الطماطم والبتنجان.. اتطمن يا بنى ماتقلقش وحتى لو طلع خابور مش بتنجان الخوابير معاكم مابقتش تقهر زى زمان وهتروح بعدها فى مكان الخير فيه أشكال وألوان يا مصرف عربى يا بنك ائتمان وهتغرف منه بالمليان..
ثم تدير الفنجان فى يدها وتقول متعجبة: أنا شايفة ناس متجمعة وواقفة بتزعق بصوت عالى.. دول أهلك؟
- لأ
- شكلهم كده أهل مراتك
- برضه لأ
- أومال مين الناس دول اللى واقفين «يشرشحوا ويردحوا»؟
- ده الشعب
- الشعب؟!!
- أصله متضايق شوية
- بس دول فى كل مكان داير مايدور فى الفنجان ومن زمان.. هو الشعب على طول زعلان؟
- آه يا خالة لا بيعجبه العجب ولا الصيام فى رجب.. شعب عشرته تسد النفس.. أومال أنا جيت لك ليه؟
- جيت عشان أشوفلك الفنجان
- وحاجة كمان...
- عايزنى أعمل لك حجاب؟
- مش بالضبط يا خالة.. بصراحة أنا عايزك تعمليلى عمل...
- لمين؟ للطماطم والبتنجان؟
- لأ للشعب.. صوته بقى عالى ولسانه بقى طويل.. وبقى سايق الهبل على المظاهرات والاحتجاجات.. واتجرأ يا خالة وبقت عينه قد كده.. الأول اتكلم فى الأجور وبعدين فى الضرايب دلوقتى كمان بيتكلم فى الطماطم والبتنجان!.. والمشكلة إن صوته بقى مسموع برة ومخلى شكلنا وحش.. معندكيش هنا معزة تشعوزى عليها تخليه يتهد ويبطل يجيب أجوان؟
تسرح قليلا وثم تقول فجأة وقد تهللت أساريرها: لقيتها!! مفيش غير أنى أربط لك الشعب.. هاخليهولك لا يعرف يبص يمين ولا شمال ولا يبقى فيه حيل يتظاهر ولا يحتج!
- بس الربط ده يا خالة بيعملوه للراجل عشان مايقربش من مراته..ايه اللى دخل ده فى الاحتجاجات والمظاهرات؟
- يا خويا أهو كله مكسب.. ما انتو مش عارفين توظفوهم ولا راضيين تعالجوهم وشحتوهم وجوعتوهم وعطشتوهم، جت على دى اللى هتسيبوها وتهنوهم؟.. بالمرة بقى اكسروا عينهم واربطوهم.