في العاشر من رمضان المبارك/ أكتوبر 1973م، عبر الجيش المصري قناة السويس، على صيحة الله أكبر، حيث استطاع اجتياز خط بارليف واستعادة سيناء من يد المحتل الصهيونى، في نفس الوقت الذي هاجم فيه الجيش العربى السورى العدو الصهيونى في هضبة الجولان واستردها وهدد القرى الإسرائيلية المتاخمة لهضبة الجولان. عنصر المفاجأة تلك المفاجأة التي حققتها القوات المسلحة المصرية، وأدت إلى شلل العدو الصهيونى وارتباك قواته أمام الزحف المصرى والسورى المفاجئ على جبهتى قناة السويس وهضبة الجولان، وهو ما تبعه استعادة الجيشين العربيين على الأراضي العربية المحتلة في سيناء والجولان وسط هروب للقوات الصهيونية في الأيام الأولى للمعركة قبل أن تستعيد شتاتها في الأيام التالية للحرب. العرب يقهرون المستحيل وهو ما دفع قادة جيوش العالم وخبراء العسكرية إلى الإجماع بأن القوة المسلحة المصرية والسورية في حرب أكتوبر 1973م قد نجحت في "قهر المستحيل" بهزيمتها للجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وإن كان صمود الجيش السورى في الجولان لم يدم طويلا بسبب توجيه الجيش الإسرائيلى الب قوته على الجبهة السورية بعد أن أصبحت قوات الجيش السورى على مشارف القرى الإسرائيلية، قبل أن ينقلب الحال وتتراجع القوات السورية وتقصف الطائرات الصهيونة دمشق. الخداع الاستراتيجي في عيد الغفران قبل بداية العمليات بأيام قليلة كان اعتمدت الإدارة المصرية على خطة خداع استرتيجى أوهمت العدو الصهيونى بتجاهل مصر القتال واقتناع الإدارة المصرية بمبدأ لا سلم ولا الحرب الذي فرضته إسرائيل على الصراع العربى الإسرائيلى وبالتنسيق الحكيم بين الإدارتين المصرية والسورية تمكنت البلدين في الحفاظ على خطة المباغتة الاستراتيجية والإغارة على مواقع الجيش الإسرائيلى في توقيت أكثر من رائع باختيار يوم عيد الغفران اليهودى وهى يوم يحرم فيه على اليهود في شريعتهم القتال.