كنباوى يجلس على الكنبة فى الفَسّحة مرتديا منامته، واضعا يديه على خده يدخن مشعلا سيجارة من أخرى، مهموما يفكر فى مصاريف الأولاد والبنات، وبِدء الترم الثانى من الدراسة، وقد تلاشى نصف راتبه ولا يعرف كيف يتصرف. تراه كنباوية هكذا فتبادره القول.. كنباوية: إيه يا كنباوى شايل طاجن ستك كده ليه يا خويا، ما توحد الله، كل عقدة وليها حلال، وتبات نار تصبح رماد، وربك ما بينساش عبده، العبد فى التفكير والرب فى التدبير. كنباوى: ونعم بالله يا كنباوية بس الحِمل زاد عليا أوى، واللى جاى على قد اللى رايح، والعيال بتكبر ومصاريفهم بتزيد، ومش عارف أعمل إيه؟ كنباوية: العمل عمل ربنا يا خويا، وما حدش بيبات من غير عشا. كنباوى: يارتها جات على العشا يا كنباوية كان الأمر بقى هين، الأكل والشرب مقدور عليهم. كنباوية: أُمال إيه اللى شاغلك كده؟ كنباوى: مصاريف الدروس الخصوصية، ومصاريف المدارس هَم مش عارف أعمل فيه إيه؟ كنباوية: ما تعملش فى نفسك كده ربك يحلها من عنده، أنا يا خويا حعملك جمعية مع أم حسين جارتنا، وألمهالك الأول وإديهالك تفك بيها زنقتك الجيران لبعضيها يا خويا، روق بس أنت وتعالى اتفرج معايا على الموكوس سى هشام. كنباوى: مين سى هشام ده يا ولية؟ كنباوية: ده رئيس الوزراء اللى لا ليه فى التور ولا فى الطحين اللى حيودينا فى داهية الموكوس سايب مشاكل البلد كلها وقاعد يتكلم عن الرضاعة كنباوى: رضاعة إيه يا ولية بطلى هزار وكلام فاضى. كنباوية: أنت فاكرنى بهزر هى دى حاجة الواحدة تهزر فيها ولا ده وقت هزار، البلد بتغرق وأنا حهزر ده حتى عيب وما يصحش ده ال"فيس بوك" كله و"تويتر" وال"يوتيوب" مالهوش سيرة غير الموضوع ده والتريقة على الموكوس ده اللى الإخوان بلونا بيه، هى كانت نقصاه ولا الحكاية مستحملة يجى واحد زى ده يُعكها أكتر ما هى معكوكة. كنباوى: إيه يا كنباوية الفسفس بوك ده، والبتاع التانى اللى إنتى بتقولى عليه ده؟ كنباوية: الفيس يا كنباوى مش الفسفس وتويتر واليوتيوب دول يا خويا شبكات تواصل اجتماعى ع النت الناس بيقعدوا يكلموا بعض فيها، ويتواصلوا ويحللوا، وينتقدوا كل حاجة بتحصل فى البلد، وبيعبروا من خلالها عن رأيهم فى الحكم والرئيس، واللى بيحصل فى البلد. كنباوى: زى التليفون يعنى؟ كنباوية: تليفون إيه بس يا كنباوى مش تليفون يا خويا، رغم إنك ممكن تكلم حد عن طريق الشات. كنباوى: وإيه كمان الشات ده؟ كنباوية: الشات ده عبارة عن غرف للدردشة الناس بتكلم فيها بعض. كنباوى: ده إنتى اتنجرتى خالص يا كنباوية شبكات وتوب وتوتر وشات الله يرحم أبوكى اللى كان بيسلك شبكات وبلاعات الصرف الصحى ده العلام حلو يا ولاد قوليلى بقى إيه حكاية رئيس الوزراء ده؟ كنباوية: الراجل ساب مشاكل رغيف العيش والأنبوبة، وقعد يتكلم عن الستات ووساختهم، وإنهم مش بينضفوا صدرهم قبل ما يرضعوا عيالهم علشان كده بيجيلهم إسهال، بقى ده رئيس وزرا ورئيس حكومة حيحل لنا مشاكلنا عليه العوض فى البلد من يوم مامسكها الإخوان ومرسى وهشام قنديل. كنباوى: طيب هو ماله ومال الرضاعة هى لا مؤاخذة بسلامتها كانت مرضعة، ولا هو دكتور نسا وتوليد؟ كنباوية: باين عليه ما انفطمش يا خويا. كنباوى: الله يحظك يا كنباوية ضحكتينى ابقى علمينى يا كنباوية الفسفس بوك ده، وكل اللى إنتى بتقولى عليه علشان أتنور كده زيك طالما فيها رضاعة. كنباوية: حاضر يا خويا من عنيا أنت تؤمر هو أنا عندى أعز وأغلى منك علشان أعلمه. كنباوى: بلاش أنا اتفرج دلوقتى أدخلى إنتى ع النت وشوفى إيه الأخبار، ولما أرجع بالليل إبقى احكيهالى. كنباوية: هو أنت نازل يا كنباوى؟ كنباوى: حنزل أقعد ع القهوة شوية أفك عن نفسى طالما إنتى حلتيها بموضوع الجمعية ده، وربنا ما يحرمنى منك يا كنباوية يا مراتى ياعاقلة يامتنورة يا أم دماغ كبيرة. كنباوية: ولا يحرمنى منك يا سيدى وتاج راسى ما تتأخرش علشان الجو بيبقى برد بالليل، وما تشربش شيشة كتير علشان صدرك والكحة. كنباوى: حاضر ياغالية.