بثت قناة "سي إن إن" الأمريكية تقريرا عن علاقة قطر بتمويل الإرهاب، وهو ما يعد لافتا، إذ كانت القناة قد أصدرت عدة تقارير إخبارية عن قطر اكتفت فيها بالحديث عن ثرواتها وأثريائها، ولم تتطرق إلى السياسة القطرية في دعم الجماعات الإرهابية ومن ضمنها التنظيم العالمي لجماعة الإخوان رغم تأكيد هذه الأنباء من وكالات الأنباء العالمية ومصادر المعلومات الموثوقة. وقد قضى مذيع "سي إن إن" ايرين بيرنيت الأشهر القليلة الماضية في التحقيق لإعداد تقرير حول تورط قطر في دعم الجماعات الإرهابية والتطرف الإسلامي الذي نما بصورة ملحوظة، في الآونة الأخيرة في العالم العربي والإسلامي. وأوردت شهادة للجنرال جيم جونز (مستشار سابق للأمن القومي الأميركي)، قال فيها، "تحت حكم الأمير السابق، تحولت قطر من دولة صغيرة ومبهمة في الخارطة السياسية والجيوسياسية، إلى ناشط فعال وبارز′′. وتحدث مارتن ريردن، الذي ترأس أوّل مكتب لل"إف بي آي" (مكتب التحقيقات الفيدرالي)، وانضم إلى مجموعة صوفان لايرين بيرنيت في شبكة ال"سي إن إن" الأمريكية لمناقشة ما إذا كان أكبر حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط يعد ملاذا لجمع التبرعات ودعم الإرهاب؟ قائلا "إنّ الشركات الأمريكية ليست الوحيدة التي تنتفع من العلاقات مع قطر". وسلطت ال"سي إن إن" الضوء على الصفقة الأمريكية مع طالبان وقالت إن مشاركة قطر عاملا جوهريا في نجاح المفاوضات الأمريكية مع طالبان لتحرير سجين الحرب الرقيب بو باغدال، مقابل تحرير 5 أعضاء تابعين لطالبان من سجن غواتنامو تمّ استقبالهم علنا وبحرارة بالدوحة. وقال عنه عدد من القطريين إنّ "قطر مفتوحة للجميع، حتى لطالبان". وأضافت القناة، التي كانت تدافع عن قطر بالأمس القريب في موضوع صفقات الفساد التي خولتها استضافة مونديال 2022، أن قطر تفخر بعلاقاتها الوطيدة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ومع المتطرفين على حدّ السواء. وأكد التقرير، أن العديد من المقاتلين بسوريا، على غرار جماعة "مدد أهل الشام"، لا يتردّدون في نشر فيديوهات على موقع يوتيوب، يشكرون فيها متبرعين قطريين على إمدادهم بالتمويل الكافي لاقتناء أسلحة. وبين التقرير الذي أشرف عليه مارتن ريردن، أنّ هذه العلاقات المباشرة وغير المباشرة (بين تنظيم القاعدة وقطر) تشمل كذلك عمليات غسيل أموال، بمبالغ خيالية، على الصعيد الدولي. ويمثّل سعد بن سعد الكعبي أحد أبرز تجليات هذه العمليات، فهو من أهمّ المشرفين على حملة "مدد أهل الشام" بالدوحة.