شهدت مسرحية العرائس "كان في مكان" إقبالا جماهيريًا كبيرًا على مدى ليالي عرضها على مسرح قصر ثقافة العمال بشبرا الخيمة، حيث نجحت فرقة الأراجوز المصري والعرائس في جذب أكبر عدد من الجماهير من فئات عمرية متفاوتة لمشاهدته والتفاعل معه. "كان في مكان "يعد أول عرض مسرحي عرائسي يناقش خطر التعصب الديني مع الأطفال بدون سذاجة أو إسفاف، وتدور أحداثه حول مجموعة من الأصدقاء يقومون بتجميل فصلهم ويقترح أحدهم أن يكون تجميل الفصل بأهم معالم مصر، فيتزين بالأهرام والسد العالي وفنار إسكندرية ونهر النيل، ويوجد مكان خال يحتار الأطفال ماذا يضعون فيه، المسلم اقترح بناء مسجد والمسيحي اقترح بناء كنيسة، وعلى مستوى مسرحي آخر يقوم الشيطان وأعوانه بتأجيج الصراع بين الأطفال للإيقاع بينهم وينجحون في فعل ذلك، وعندما يحدث الخلاف يتم تكسير النماذج التي صنعوها بأيديهم، ثم يضاء المسرح، ويسأل جمهور الأطفال عن رأيهم فيما رأوا، وهو مشهد ارتجالي لمشاركة الأطفال بشكل إيجابي وليس كمتلقي فقط،وبعد المناقشة يعيدوا الأطفال بناء الديكور مرة أخرى الذي يمثل مصر ويتفقا على أن يكون في المكان الخالي قلب كبير،الذي يعبر عن الانتماء وحب الوطن وإننا شركاء وطن واحد. العرض تأليف حسام الدين عبد العزيز، إخراج ناصر عبد التواب، أشعار محمود الحلواني، ألحان سيد العطار، ديكور وعرائس مجدى ونس، مخرج منفذ أحمد شحاتة، وممثلو الصوت ولاعبو العرائس هم: حمدي القليوبي، محمد عبد الفتاح، محمد كمال، رمضان الشرقاوي، أسامة جميل، عاطف جاد، حسام حسين، عادل عبد النبي، علاء فتحي، بالاشتراك مع: أماني مراد، ضحى عادل، أحمد بيبو، محمد حسانين، طارق السيد، سامح محمد، محسن جاد. وأعرب مخرج العرض ناصر عبد التواب، عن سعادته بما حققه العرض من رد فعل مباشر وسريع لدى الجمهور وخاصة الأطفال، حيث نجح العرض في توصيل الرسالة المهمة، وهى ضرورة المحافظة على الوطن ونبذ العنف والتخريب، وأن المسلم والمسيحي هم شركاء وطن واحد. وعن دور مسرح العرائس في تنمية الوعي لدى الأطفال، أكد ناصر أنه من أهم الأشكال التي تشكل وعى الأطفال من قديم الزمن، والمثال على ذلك حبهم للأراجوز حتى الآن، رغم وجود أفلام الكرتون بأشكاله واتجاهاته المختلفة، ولفت إلى أن هناك أجيالًا كثيرة تربت على عروسة "بقلظ" في برنامج "ماما نجوى" الشهير، ودائمًا يحب الأطفال أن يأخذوا النصيحة من العروسة أكثر من معلم الفصل؛ لما لها من تأثير كبير ومباشر مع الأطفال، وهذا يرجع لمعاملته لها على أنها كائن حي. وشدد ناصر على أنه لابد وأن يأخذ المسرح العرائسي اهتمامًا كبيرا خلال المرحلة القادمة، ويكون التوسع به بشكل أفقي، وانتهاء مركزية الفنون، ولابد من إتمام المشروع القديم في إنشاء معهد لفنون الطفل.