دفنوا المواد المشعة قبل رحيلهم .. 81 حالة إصابة بالسرطان شهريا .. والخطر فى ديمونة تتميز سماء محافظة شمال سيناء بصفاء الجو ونقاء هوائها, غير أن الخطر فيها يكمن فى باطن الأرض, بسبب مخلفات الحرب ومواد مشعة دفنتها إسرائيل فى أراضيها فترة احتلالها لشبه الجزيرة, فضلا عن تسريبات مفاعل ديمونة الشهير, وهو ما انعكس على صحة الأهالي المعتلة بفعل أمراض سرطانية بشعة.. خطورة الأمر تظهر من مطالبة المعهد القومي للتخطيط بالقاهرة، فى دراسة صدرت مؤخرا, بضرورة إرسال بعثات لرصد الإشعاع فى سيناء، نتيجة تهالك مفاعل ديمونة النووي، واحتمال حدوث تسرب إشعاعي، مع تلوث الخزان الجوفي نتيجة دفن المخلفات الخطرة النووية بمناطق فى صحراء النقب، والتفتيش عن النفايات التى دفنتها إسرائيل أثناء احتلالها لسيناء. ذكرت الدراسة أن المفاعل أصبح قديمًا ويعانى من تصدع خطير ناجم عن إشعاع نيتروني يحدث أضرارًا بالمبنى، مما يشير إلى وجود احتمال حدوث تسرب إشعاعي منه. المثير أن بعض التقارير الطبية الإسرائيلية أشارت إلى انتشار سرطان الدم فى الخليل لوجود تلوث فى مصادر المياه، حيث يولد الأطفال مشوهين، ودون أيدٍ بسبب هذه الإشعاعات, كما أشارت دراسة للسلطات الأردنية ارتفاع معدل الإصابة بمرض السرطان في محافظة الطفيلة بالمقارنة بباقي المحافظات والمناطق العربية المحيطة، وظهرت معدلات عالية للإصابة بالسرطان نتيجة وجود غبار ذرى إشعاعي يتسرب من مفاعل ديمونة. الدكتورة سهير عبد المحسن مديرة وحدة علاج الأورام والطب النووي بالإسماعيلية, أشارت إلى أن شمال سيناء الأكثر إصابة بالسرطان على مستوى محافظات قناة السويس الخمس، مما جعلهم يشكلون فريق بحث لدراسة المشكلة، وأن عدد الإصابات شهريا يتعدى 81 حالة. عبد المحسن أكدت أن غالبية المترددين علي القسم الداخلي بالوحدة، والذي يخدم المواطنين من جميع المحافظات، هم من محافظة شمال سيناء، مذكرة بأن "إسرائيل مكثت في المنطقة منذ عام 76 حتي عام 28 أي حوالي 51 عاما، وهي فترة كبيرة مارست خلالها أنشطة نووية، ودفنت النفايات السامة في التربة، كما استعملت الأراضي بمواد غير معلومة، بالإضافة إلي تسربات اليورانيوم والفسفور المشع، وكلها تؤدي إلي الإصابة بأمراض سرطانية.. ليس بإمكاننا استكمال الأبحاث لمعرفة السبب الحقيقي لعدم توافر الإمكانات المادية لمفردات البحث الذي يحتاج إلى زيادة الميزانية والكوادر البشرية المدربة". نادر عبد الله - من الأهالي, يقول: "أصبت قبل نحو ست سنوات بسرطان القولون, فشل أطباء المعهد القومي للأورام فى تحديد السبب, وقالوا إن أغلب الظن تعرضي لإشعاعات ذرية.. أنا وباقي الأهالي لدينا شعور كبير بأن السبب يكمن فى نفايات دفنها الصهاينة فى أراضينا قبل خروجهم منها, و كذا تسريبات مفاعل ديمومة".