أثار الاتفاق الذي تم بين الإدارة الأمريكية وحركة طالبان للإفراج عن جندي أمريكي محتجز في أفغانستان مقابل إطلاق سراح خمسة عناصر من الحركة حملة عنيفة من قبل الجمهوريين الذين تخوفوا من تداعيات هذه السابقة. بعد ساعات من إعلان الرئيس باراك أوباما مساء السبت (31 مايو 2014) عن فحوى الاتفاق مع حركة طالبان بخصوص الجندي الأمريكي المحتجز لديها، شن الجمهوريون حملة عنيفة على الإدارة الديمقراطية الحاكمة في البيت الأبيض المتهمة بأنها "تعاملت مع إرهابيين". ولضمان الإفراج عن السرجنت بو برغدال وافق الأمريكيون على إطلاق سراح خمسة عناصر أفغان من حركة طالبان كانوا محتجزين في جوانتانامو ونقلهم إلى قطر التي قامت بالوساطة لإنجاز هذه الصفقة. وقال الرئيس الجمهوري للجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك روجرز لشبكة سي إن إن "إننا بتفاوضنا بهذه الطريقة نوجه رسالة إلى جميع مجموعات القاعدة في العالم -وبعضها يحتجز رهائن أمريكيين- مفادها أن هؤلاء الرهائن باتت لديهم قيمة أكثر من الأول. وهذا أمر خطير". وتابع "نحن قلقون جدا إزاء هذا التحول في سياسة الولاياتالمتحدة التي كانت ترفض التفاوض مع إرهابيين". والمعروف أن الإدارة الأمريكية غالبا ما كانت تنتقد حكومات دول أخرى عندما تثار شكوك حول قيامها بدفع فديات مقابل إطلاق سرح مواطنيها. ولم يتردد مستشار الأمن القومي السابق لدى أوباما الجنرال المتقاعد جيم جونز بانتقاد عملية التبادل هذه التي اعتبر أنها تعرض للخطر حياة الأمريكيين في مناطق النزاع في العالم أكانوا من العسكريين أم المدنيين. وقال "إذا اقتنع إرهابيون بأن تنفيذ اعتداءات على أمريكيين قد يتيح لهم تحقيق أهدافهم فإنهم لن يترددوا عن القيام بذلك". بدوره طلب السناتور الجمهوري جون ماكين الذي نافس أوباما في السباق إلى البيت الأبيض عام 2008، من الرئيس الأمريكي "التأكد من أن هؤلاء المتطرفين من طالبان العنيفين لن يعودوا إلى قتال الولاياتالمتحدة وشركائنا"، معتبرا أن الخمسة المفرج عنهم "قد يكونون مسئولين عن مقتل آلاف الأشخاص". وأضاف ماكين "أنهم الأكثر تطرفا داخل النواة الصلبة ويشكلون خطرا كبيرا". نقل الجندي المفرج عنه إلى ألمانيا في سياق متصل قال مسئولون أمريكيون إن الجندي الأمريكي المفرج عنه في أفغانستان نقل جوا إلى مستشفى عسكري أمريكي في ألمانيا يوم أمس الأحد. وأضاف المسئولون أن السارجنت في الجيش الأمريكي بوي برجدال ظل محتجزا لنحو خمسة أعوام وأنه بعد سنوات من التفاوض أصبح الإفراج عنه محتملا بعدما غيرت فصائل متشددة في حركة طالبان الأفغانية موقفها فجأة ووافقت على التبادل. وعبر وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل عن أمله في أن تؤدي صفقة التبادل إلى تحقيق انفراجة في جهود المصالحة مع المتشددين. ونفى هاجل اتهامات من بعض الجمهوريين بأن الصفقة تمت بعد مفاوضات للولايات المتحدة مع إرهابيين قائلا إن المفاوضات كانت تجريها حكومة قطر. وقال مسئول دفاعي أمريكي إن برجدال بدا متأثرا بشدة وهو في طريقة للحرية بعد تسليمه لقوات خاصة أمريكية. وأضاف المسئول أنه "فور صعوده على متن الهليكوبتر كتب على طبق من الورق إس إف ؟" في إشارة إلى اختصار عبارة القوات الخاصة. وتابع المسئول "رد الأفراد بصوت مرتفع: (نعم كنا نبحث عنك منذ وقت طويل)، وفي هذه اللحظة فقد السارجنت برجدال وعيه. " (ح.ز/ م. س / أ.ف.ب / رويترز) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل