كتبت على الحاسوب الخاص بي ذلك الهاشتاج: أنا أبو يكح الجوسقي، أقول لكم ولكل العالم: في عهد السيسي رئيسي #تحيا_مصر، وبعد ذلك نزلت إلى حانة درب المهابيل ثم قمت بجمع أهل الحارة أمام الحانة، ووقفت أمامهم خطيبا بعد أن احتسيت قدرا من الجعة من ذلك النوع الذي يكسب صاحبه قدرا من الحكمة، وقلت لهم بصوتي الرنان: لن تكون مثلنا أيها المواطن إذا لم تنزل في أحد يومي الانتخابات الرئاسية للإدلاء بصوتك، ولن تكون مثلنا أيها المواطن إذا لم ترفع علم مصر من اليوم للأيام القادمة كي تواجه أعلام التطرف والإرهاب، ومع ذلك يا عم المواطن وبالرغم من ضرورة أن تنزل أنت وكل من تعرفهم يوم الانتخابات كما قلت لك، فإنني سأخبرك من باب العشم بنتيجة الانتخابات؟ نظر لي أهل الحارة وقالوا لي بصوت جماعي: قل لنا النتيجة يا سيادة المستشار، فما كان مني إلا أن زغرت لهم زغرة ترعب الأسد وقلت لهم: مستشار !! ما هذا التعريض!! فقال أحدهم: الذي يعلن النتيجة هو مستشار، أليس كذلك ؟ وقبل أن تعلن لجنة انتخابات الرئاسة السابقة النتيجة كانت مجموعة من المستشارين يقفون في أحد الفنادق ليعلنوا النتيجة، فإذا كنت ستفعل مثلهم فأنت مستشار. قلت لهذا المتحذلق: لا يا خفيف، أنا لست مستشارا، وأنا لست مثل مجموعة "قضاة من أجل مرسي" ولكنني رجل آتاه الله حكمة وقدرة على قراءة المستقبل، وقد تنبأت لكم من قبل بنبوءات كثيرة وصدقت فيها، وأنا سأعلن لكم النتيجة من باب التنبؤ. فقال رجل كان يجلس على الإفريز المواجه للحانة: قل لنا النتيجة يا مولانا. فقلت له: يجب أن تعبر نهر الطريق وتأتي لنا هنا حتى تستمع لما أقول، إسمع يا سيدي أنت وهوَّ، السيسي سيحصل على 89 % من أصوات الناخبين، وخذها مني حكمة، والله يا سيدي المواطن ما كنت أتمنى أن تكون هذه هي النسبة، فمن العار على المرشح الآخر أن تكون نسبته متدنية جدا، ولكن ماذا نفعل وسيادة الأستاذ حمدين لم يفعل شيئا للشعب في لحظات الخطر، نعم يا سادة أعلم أن السيد حمدين شارك في ثورة خمسة وعشرين يناير، لكن لكم أن تعرفوا أنه اختبأ في بلطيم يوم الخامس والعشرين، ولم يحضر للقاهرة إلا صباح يوم الثامن والعشرين بعد أن ظهرت الرؤية له، وأظنه كان من العيب أن يظل في بلطيم وكل قيادات العمل السياسي قرروا أن يتحركوا إما من ميدان التحرير أو مصطفى محمود أو السيدة زينب أو العباسية. قال المواطن النبيه حزلقوم: وأين كان حمدين في ثورة الثلاثين من يونيو يا عم جوسقي؟ قلت له: كان مختفيا كعادته، لم يظهر أبدا ولم يشارك في أي فعالية سواء في التحرير أو قصر الاتحادية، وليست له أي صورة بين الجماهير وقتها بل خاف من أن تفشل حركة الشعب فآثر أن يكون بعيدا عنها، حتى إن القوى السياسية عندما اجتمعت مع قيادات المجلس العسكري لم يكن معها حمدين لأنه كان مختفيا وتعذر الوصول له، طبعا غني عن البيان أيها السادة أنه لم يكن من الممكن أن يحضر البرادعي وغيره ويختفي حمدين صباحي الذي كان منافسا رئيسيا في انتخابات سابقة، والشعب أيها الشعب يستطيع أن يميز، وهو يشعر، ويعرف من الذي خاطر بحياته من أجله ومن الذي اختفى واختبأ تحت السرير. وهنا تحرك من بين الجموع رجل لا أعرفه ولم أره من قبل وقال لي بصوت فظ غليظ: عرفنا النتيجة يا عم المتنبئ، هل تستطيع أن تقول لنا ماذا سيفعل الرئيس السيسي عندما يصبح رئيسا؟ تجاهلت فظاظة الرجل وخشونته وقلت وكأنني أوجه كلامي لأهل الحارة: السيسي سيفعل أشياء كثيرة، هل تريد أن تعرف؟ قال عددٌ من أهل الحارة بصوت جماعي: نعم يا عم الجوسقي، نريد أن نعرف. التزمت الصمت فترة وأغمضت عينيَّ وكأنني أستشرف المستقبل، وقلت بصوت خفيض: سيكون هناك تغيير وزاري. قال الرجل الفظ: هذا شيء طبيعي، لا جديد يا جوسقي الكل يعلم هذا. قلت: نعم ولكن هل تعرفون من هو رئيس الوزراء القادم؟ قال الرجل الفظ: هناك تصريحات لحملة حمدين قالوا فيها: إنه سيقبل منصب رئيس الوزراء. قلت: لا لن يحدث هذا أبدا، ولكن رئيس الوزراء القادم هو نفسه رئيس الوزراء الحالي المهندس إبراهيم محلب، ولكن ستحدث حركة تغيير في بعض الوزارات منها وزارة الداخلية. قال الرجل الفظ: وما أخبار المشاريع يا عمنا؟ قلت موجها كلامي كعادتي لأهل الحارة: أول هام سينشئ الرئيس السيسي مجلسا قوميا يضم عدة وزارات وعدة شخصيات متخصصة لوضع سياسة تعليمية تنهض بالتعليم، وسيكون المشروع التعليمي هو أحد أكبر المشروعات القومية التي سيتبناها الرئيس، وأثناء ذلك سيضع السيسي مخططا لتغيير خريطة مصر الداخلية جغرافيا، وستصبح مصر أكبر دولة في المنطقة تجتذب السياح. قال الرجل الفظ: والإرهاب يا خفيف، ألن يكون طاردا للسياحة والاستثمار؟ قلت له: لن يكون هناك إرهاب لأننا سنقاومه، وسننجح، والشعب المصري لا يفشل أبدا، ولكن لك أن تعرف أن السيسي سيغير الخريطة الزراعية لمصر، ستزيد الرقعة الزراعية بشكل غير مسبوق، وستنخفض نسبة البطالة. قال الرجل الفظ: يا عم الجوسقي ما تقوله هو مجرد أمنيات وليست نبوءات وأنا أقسم لك أن حمدين صباحي هو رئيس مصر القادم، فأنا -أيضا- محترف نبوءات وضليع تكهنات. فانبرى رجل من الحارة وقال للرجل الفظ: لكل شيء دليل فما دليلك. قال الرجل الفظ: في كل صوت سيحصل عليه السيسي سيحصل في مقابله حمدين على صوتين. تعجب صديقي حزلقوم الذي التزم الصمت -كثيرا- فقال للرجل: ولماذا هذا يا عم؟. قال الفظ: لأن السيسي واحد في حين أن صباحي حمدين، حمدي بيحب الجيش وحمدي التاني بيحارب الجيش وبذلك سيحصل على أصوات مضاعفة. استسخف الحاضرون كلام الرجل الفظ وافتعاله الاستظراف فقال له حزلقوم: يا عم يا عم مكتوب على باب بيتك. رد الرجل سريعا: اشمعنى. قال حزلقوم: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث، ثم استرسل قائلا: وعلشان تعرف قيمة المرشح حمدين لازم تعرف أنه قبل ما يقدم أوراقه اشترى فلتر. قال الرجل الفظ: اشمعنى. قال حزلقوم: علشان يرشح نفسه. وهنا ضحك الرجل الفظ وضحك حمدين صباحي وضحك أهل الحارة وضحكت مصر كلها، وضحكنا كلنا على أمريكا وجماعة الإخوان، وتحيا مصر.