خط الصعيد: أنا رجل الحكومة.. والتعليمات تأتينى من طرة! أصدقائى الأنتيم راحوا يهنئونى عبر الsms والاتصالات ، والخطابات، فكلهم باركوا لى ولأصدقائى افتتاح درب الفشارين .. ووسط تلك التهانى جاءتنى مكالمة قال لى صاحبها إنه خط الصعيد الأخير وخليفة آخر الخطوط!!! قلت: ومن أعطاك الخلافة يا سيدنا.. قال: كنت الذراع اليمنى لعمنا الكبير هاشم العزب. قلت: إذا أنت الحمبولي.. الخُط الهارب؟ قال: الله ينور عليك يا عم عرفة.. بعد قليل تصلك تذكرة قطار.. اركب، وانزل حيث آخر الخط.. بالفعل وصلتنى التذكرة، فحزمت حقائبى وتوكلت على الله، قبل أن يتوقف القطار فى محطة الأقصر، وجدت شيئاً يشبه البشر، شخصاً يرتدى عباءة فضفاضة، ويغطى رأسه بعمامة ضخمة تخفى وجهه، ودون كلمة واحدة سحبنى من يدى، ليركبنى سيارة نقل زرقاء ، نقلتنا إلى منطقة جبلية ، وعرة يحرسها عمالقة، وفى أيديهم أسلحة نارية تشبه أسلحة و«مازنجر».. استقر بنا المقام داخل مغارة وبعد أن تناولنا وليمة عظيمة ،حبسنا بدلوين من الشاى الحبر، ثم كان هذا الحوار... قلت له: تقول إن الحكومة هى التى لفقت لك القضايا التى اتهمت فيها، وذلك ما دفعك للهروب بعد فتح السجون ، فى أيام الثورة الأولي، لكن لماذا تهاجم الأهالى ويسمونك بعفريت الليل؟!! قال الخُط خليفة الخط: هم السبب.. خطفوا ابنى ، وقتلوا ابن عمي.. ولم يقبضوا علىّ، رغم معرفتهم بمكاني!! قلت: ولماذا.. قال الخُط: مادمت أنا هارباً يمكنهم أن ينسبوا لى كل الجرائم ، التى يرتكبها غيري ويريحوا أنفسهم. قلت له : لكنك شاركت فى اقتحام السجون وسرقة السلاح الميري.. وكذلك البالون الطائر.. قال: بعد خيانة الداخلية لنا، ونحن أولادها، قررنا تسليم أنفسنا، وسرقة البالون كان الهدف منها مساومة الحكومة للإفراج عن ابني.. وكلام فى سرك بعد أن أفرجوا عنه، لم أعد لهم البالون كما كان الاتفاق، بل طلبت فدية 150 جنيهاً، وهذا ما حدث وليس كما قالوا بأنهم طاردونى وأصابونى. قلت له: والآن.. فيم تفكر وتخطط.. قال الخط: لدى مهمة كلفنى بها الكبار لأقوم بها فى 25 يناير.. قلت: أى كبار تقصد.. فضحك الخُط وهو يدخن سيجارته الكليوباترا ثم قال: سكان «طرة» يا عم عرفة.. وطلبوا منى إشاعة الفوضى ، ومهاجمة السجون، والأقسام، كما حدث من قبل قلت للخط: لكن.. ألا تخشى وقوعك فى يد الشرطة.. فقال: يا عم خليهم الأول يعيدوا المليارات المنهوبة .. احنا كده دايما «بنيجى فى الهايفة ونتصدر»!!!