من مدينة 6 أكتوبر.. انتقل المحقق إلى إحدى القرى التابعة لمركز الصف، والتي شهدت هي الأخرى جريمة قتل عائلية.. فيها دفعت فتاة شابة حياتها ثمنا للهروب من منزل أسرتها، ثم عادت بعد نحو 3 أسابيع قضتها مع أحد الشباب، فلم يتردد شقيقها الأكبر في ذبحها، ثم وضع راية بيضاء على منزله، ليعلن للجميع أنه غسل عاره بيده.. أما تفاصيل الجريمة فقد بدأت قبل أكثر من عام ونصف العام.. وقتها تعرفت «هويدا» ذات الثمانية عشر عاما، على شاب يكبرها بثلاث سنوات، وربطت بينهما قصة حب كبيرة، واتفقا على الزواج.. غير أن ظروف الشاب المادية، حالت بينه وبين التقدم لخطبتها.. راح الحبيبان يفكران في وسيلة للخروج من هذا المأزق.. بعد تفكير طويل، عقدا العزم على الهرب من القرية كلها، والزواج بعيدا عن تعقيدات ومطالب الأسرة.. ذات ليلة، جمعت «هويدا» ملابسها وأغراضها وسرقت الهاتف المحمول الخاص بوالدها، وتسللت خارج المنزل وهربت مع «حبيب القلب».. في اليوم التالى اكتشفت أسرتها الكارثة، وعندما فشلت في العثور عليها عند الأهل والأقارب، أيقنت أنها هربت وجلبت العار للجميع.. اشتاط شقيقها الأكبر «سيد» (27 سنة) غضبا وأقسم بأغلظ الأيمان أنه سيقتلها ويغسل عاره بدمها. بعد 20 يوما، سلمت هويدا جسدها بكامل إرادتها لحبيبها، شعرت بأنها ارتكبت خطأ فادحا، خصوصا وأنه بدأ يماطلها في إتمام الزواج.. أصيبت بحالة نفسية سيئة، وبدأت المشاكل بينها وبين ذلك الشاب، فقررت أن تتركه وتعود إلى أسرتها، وتطلب منهم الصفح والسماح.. وبالفعل عادت إلى منزلها، وارتمت تحت أقدام والدها وشقيقها، وراحت تقبلها وتعتذر عما بدر منها.. غير أنهما لم يرقا لها ولم يصفحا عنها خصوصا، وأن العائلة ذات أصول صعيدية.. ودون تردد انقض عليها شقيقها سيد، وانهال عليها ضربا وركلا، ثم خنقها بعنف بكلتا يديه ولم يتركها إلا جثة هامدة، وبكل فخر وجرأة حمل الجثة وألقاها في الشارع، وأعلن أمام الجميع أنه انتقم لكرامته، وقتل شقيقته التي وضعت رأسه ورأس العائلة كلها في الوحل.. ولم يكتف بذلك، بل وضع راية بيضاء على منزله، ليؤكد للجميع أن شرفهم عاد نظيفا بعد أن غسله بدم شقيقته.. أبلغ الأهالي العميد محمود شوقى مأمور مركز الصف والمقدم عمرو عبد العزيز رئيس المباحث، بالحادث، وعلى الفور انتقلت قوات الشرطة إلى مكانه، ونقلت الجثة إلى المشرحة، وألقت القبض على المتهم.. وفى التحقيقات، اعترف بكل ثبات وفخر بأنه قتل شقيقته، وقال: «احنا صعايدة.. ودى كانت لازم تموت علشان نعرف نرفع راسنا بين الناس».. وأضاف أنه لم يتخيل يوما أن تقع شقيقته في الخطيئة، أو تهرب من منزلها مع شاب غريب لتسلمه شرف العائلة، وعندما وقعت الكارثة، كان لابد من الانتقام منها.. واستطرد: «عشت 20 يوما في ذل ومهانة، ولم أكن قادرا على رفع رأسى في المنطقة، وما أن شاهدتها في المنزل، حتى غلى الدم في عروقى، ولم أتردد في قتلها، وأنا مستعد لأى حكم قد تصدره المحكمة ضدى».