فى محافظة الشرقية.. تدور أحداث الحكاية الثالثة، وبدأت عندما فوجئ الأهالى فى قرية «الغوارنة» التابعة لمركز أبو حماد، بجثة لفتاة طافية فى مياه ترعة الإسماعيلية.. انتشلوا الجثة واكتشفوا أنها غريبة عن المنطقة، وبها طعنات نافذة وآثار خنق على الرقبة.. أبلغوا مركز شرطة أبو حماد بالحادث، وبعد معاينة الجثة تم نقلها إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.. وضعت الأجهزة الأمنية بالشرقية خطة بحث أشرف عليها اللواء محمد كمال؛ مدير الأمن، بالتنسيق مع كافة مراكز الشرطة بالمحافظة.. وتوصلت التحريات إلى أن الفتاة تدعى فاطمة، وأن والدها وشقيقها قتلاها بسبب سوء سلوكها.. محقق «فيتو» رصد أدق تفاصيل الحادث ويرويها فى السطور التالية: كانت فاطمة ذات جمال ودلال، وتسابق العرسان للزواج منها، وكانت ترفضهم الواحد تلو الآخر.. وأخيرًا أجبرها والدها السائق على الزواج من أحد المتقدمين لها.. بعد شهور قليلة من الزواج احتدمت الخلافات بينها وبين زوجها، وانتهى الأمر بطلاقها، وعادت إلى منزل أسرتها.. ولأنها ما زالت شابة لا يزيد عمرها على 19 سنة، فقد كانت مطمعًا للرجال والشباب.. انهالت على مسامعها عبارات الغزل وكلمات الحب المثيرة، واستطاع أحد الشباب فى قريتها أن يسقطها معه فى المحظور، وغرقا سويًّا فى الحب الحرام، ثم تركته وارتمت فى أحضان شاب آخر، ثم تحولت إلى سلعة يتقاذفها الرجال فيما بينهم.. ذاعت شهرتها فى قريتها التابعة لمركز بلبيس والقرى المجاورة لها، وأصبحت سيرتها السيئة على كل لسان.. وصلت أخبارها إلى والدها السائق ويدعى «زكى» (52 سنة)، وتأكد من أن ابنته بالفعل احترفت الحرام.. عقد العزم على الانتقام لشرفه وغسل عاره بدمها.. أخبر شقيقها الأكبر «سعيد» بكل شىء وتحمس هو الآخر لقتل فاطمة.. يوم الحادث استغل الأب والابن فرصة استغراق القتيلة فى النوم، ووجّهَا لها عدة طعنات نافذة فى الصدر والبطن والظهر، وحتى يتأكدا من موتها، قاما بخنقها باستخدام حبل.. ثم حملا الجثة فى سيارة الأب وانطلقا بها إلى مركز أبوحماد، وهناك ألقياها فى مياه ترعة الإسماعيلية، ظنًّا منهما أن الأجهزة الأمنية لن تكشف أمرهما، غير أنهما كانا واهمين وسقطَا فى قبضة الشرطة. فى التحقيقات اعترف الأب بجريمته قائلا: « نعم قتلتها، ولو عادت إلى الحياة لقتلتها ألف مرة، فقد فرطت فى شرفها ووضعت رأسى فى التراب.. فوجئت بالجميع من حولى ينظر لى نظرات شماتة واستخفاف، سرعان ما تحولت إلى معايرة علنية بسوء سلوك ابنتى.. لم أحتمل خصوصًا وأن سمعتها السيئة وصلت إلى عدة قرى مجاورة، وعقدت العزم على التخلص منها ومن عارها.. اتفقت مع ابنى سعيد على ارتكاب الجريمة، ونفذناها سويًّا وغسلنا عارنا».. أما شقيق القتيلة فأكد أنه غير نادم على جريمته، وأن الإعدام عنده أهون من أن يعيش وهو يحمل عار شقيقته.