تجمع «إخوانى» تم رصده، فى أحد الفنادق الفاخرة، المطلة على نيل القاهرة. وزارة الداخلية اتخذت «الإجراءات اللازمة»، وتم تجهيز القوات، وقاد حملة المداهمة الوزير منصور العيسوى بنفسه، واستطاع الوصول إلى قاعة التجمع الإخوانى، وبدلا من أن يقودهم إلى السجون، إذا به يبتسم، ويقدم «واجب التهنئة» إلى محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين. «سبحان مغير الأحوال». كلمات نطق بها كل من حضر حفل تدشين حزب الحرية والعدالة، مساء أول من أمس. فالجماعة التى كان أعضاؤها يتعرضون للاعتقال، والاحتجاز القسرى، والمحاكمات العسكرية، ومصادرة الأموال، باتت هى وحزبها، يستقبلون الحكومة، من دون خوف أو قلق. مرشد «الإخوان» محمد بديع، ونائبه رجل الأعمال خيرت الشاطر، ورئيس الحزب محمد مرسى، ونائباه عصام العريان والقبطى رفيق حبيب، جلسوا على مائدة واحدة مع نائب رئيس الوزراء على السلمى، ووزير الداخلية منصور العيسوى، ووزير الثقافة عماد أبو غازى. حفل «الحرية والعدالة» غاب عنه المرشد السابق محمد مهدى عاكف، وشباب «الإخوان المسلمين»، وجيل الوسط فى الجماعة، وجميع مرشحى الرئاسة من الإسلاميين. بينما حضر مرشحان للرئاسة، هما: أيمن نور وعبد الله الأشعل. ومن نجوم المستطيل الأخضر: هادى خشبة ومحمد رمضان، ومن الملعب السياسى حضر صاحب «دار الشروق» إبراهيم المعلم، ورئيس حزب الوفد السيد البدوى، حليف «الإخوان» الحالى، وعمرو الشوبكى القيادى فى حزب العدل، وسعد عبود من حزب الكرامة، فى حين غابت معظم الأحزاب السياسية. «قل بفضل الله وبرحمته، فبذلك فليفرحوا». بهذه الآية الكريمة، بدأت مراسم الاحتفال، إذ حيا أمين حزب الحرية والعدالة، محمد سعد الكتاتنى الحضور، وقدم رئيسه محمد مرسى، الذى قال إن جماعة الإخوان «قررت، بإرادتها الحرة، وطبقا لمناخ الحرية الذى وفرته ثورة يناير، تأسيس حزب يمارس العمل السياسى، للمنافسة على السلطة». مضيفا أن الجماعة «لا تسعى لسلطة، لكنها تمثل وعاء جامعا للمحافظة على الحضارة»، مع الأخذ فى الاعتبار أن لكل من الحزب والجماعة «المرجعية الإسلامية ذاتها، والمشروع والفكرة نفسها، لكن الآليات تختلف». وبنبرة ثقة، قال رئيس «الحرية والعدالة» إن الحزب يعمل على «احترام القانون والدستور، واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية، وعدم التصادم مع أحد، ويسعى لأن يعيش المصريون بسلام، وبناء علاقات دولية متوازنة، وليست مضطربة كما فعل النظام السابق». ولم ينس مرسى، أن يثنى على المجلس العسكرى، كعادته، مكررا مقولته إن القوات المسلحة «هى التى ساعدت على إنجاح ثورة الشعب المصرى، وحمتها من كل سوء. وقد نختلف معها فى المطالبة بسرعة محاكمة النظام السابق، إلا إننا نقر لها بالشرعية، التى أعطاها إياها الشعب، من خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة». مرسى، طالب القوى السياسية والوطنية بعبور ما سماه «عنق الزجاجة» فى المرحلة الانتقالية، التى وضحت معالمها عبر الاستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة، مجددا موقف «الإخوان» وسائر القوى الإسلامية الأخرى، بقوله «المفترض أن تكون الانتخابات أولا، ثم إجراء تعديلات الدستور».