مسجون.. عقله كل جريمته.. والكوكب زنزانته.. والمجره سجنه.. وحزنه.. ما بينتهيش... مسجون.. عمال بيدقدق.. على حيطة زنزانته.. وينادى ع المسجون.. فى الزنزانه اللى جنبه.. وإن حد يرد.. مافيش... ■ ■ ■ بعد مرور فترة زمنية معينة.. تبدأ غيوم عدم الفهم فى الانقشاع شيئا فشيئا.. وتتضح الرؤية أكثر فأكثر.. ونتفاعل مع أحداث عرض الحياة بشكل مختلف.. ونفهم أن كل ما حدث بالفعل وأن كل ما يحدث وكل ما قد يحدث ما هو إلا شيء طبيعى جدا.. لا يجدر بنا أن نندم عليه أو نفرح به.. فقط كل ما علينا فعله إزاء ما يحدث.. أن نتابعه.. وأن نتدخل لمحاولة تغييره للأفضل.. قد ننجح أو نفشل فى تغيير مجريات الأحداث.. ولكن المؤكد أن المكتوب له أن يحدث هو الذى سوف يحدث بالفعل.. وهنا يصبح من المنطقى أن تنطلق بداخلنا أصداء تساؤل مثل هذا.. “ أمال إحنا بنهبب إيه بالظبط فى الدنيا دى.. جايين نتفرج ونمشى “؟!.. والإجابة المنطقية لتساؤل مثل هذا هى.. “ والله ماحدش يعرف.. بس أدينا بنحاول نفهم “ ! إذن.. الحياة محاولة للفهم.. محاولة نعلم جميعا أننا لن نستطيع إنهاءها لصالحنا.. ولكننا لا نملك سوى أن نظل نحاول ونحاول.. وأجمل ما فى تلك المحاولة.. أننا كل ما نفتكر نفسنا فهمنا.. نكتشف أننا لسه مافهمناش.. لنبدأ من جديد فى محاولة الفهم.. وهكذا ! أثناء تلك المحاولة نكون كمن يقف وراء ساتر خشبى على مسرح عرائس.. تمتد أذرعنا أمامنا.. تتدلى من أصابعنا خيوط كثيرة متشابكة.. نحرك بها تجاربنا الكثيرة على خشبة المسرح.. ولا نعى صعوبة هذا التحريك سوى بعد أن تتقاطع خيوط تجاربنا مع خيوط تجارب حد تانى يقف فى الجوار خلف الساتر الخشبى يحرك هو الآخر تجاربه.. ساعتها نبدأ فى فهم المحاولة أكثر.. ونعلم أننا لسنا اللاعبين الوحيدين على خشبة المسرح.. نبذل جهدا أكثر فى محاولة التحكم فى تجاربنا بعد أن تلعبكت خيوطها مع خيوط تجارب ناس تانية.. وفى تلك الحاله نصبح أمام أحد احتمالين.. أن تعجبنا التجربة التى تداخلت خيوط تجربتنا معها فنستمر فيها ونقوم بتحريك الخيوط بشكل جماعى ونرى ما سوف يسفر عنه هذا التداخل فى الخيوط.. أو أن نكتشف أن التداخل فى الخيوط قلب بتخبيل ولم تعد تنفع معه أى محاولة من أى نوع لفك تلك اللعبكة فنقرر التنازل عن هذا الخيط نهائيا.. ونركز فى باقى الخيوط التى فى أيدينا.. وعندها قد نعتقد أننا فهمنا شيئا.. وأننا قد اخترنا بأنفسنا.. ولكن بعدها مباشرة نفاجأ بلعبكة جديدة.. وبتخبيلة أخرى للخيوط.. لنجد أنفسنا أمام اختيارات أخرى تفضى بنا إلى مزيد من اللعبكة أو إلى مزيد من قطع الخيوط والانفصال عن الآخرين ! نستمر فى تحريك الخيوط.. ونتمادى فى اعتقاداتنا الخاطئة بأننا نحن الوحيدون الذين يعانون من ذلك التخبيل.. نغضب ونزهق ونتخنق ونكتئب.. ثم نروق وننسى ما يضايقنا.. ثم نتخنق مره أخرى ونروق تانى.. حتى نكتشف فى النهايه أننا فى مسرح عرائس كبير.. مسرح ينبغى علينا الإحتفاظ بالجزء الذى لم يذبل بعد من خيالنا الطفولى لكى نستمتع به.. وأنها لعبه كبيره.. ينبغى علينا أن نلعبها باستمتاع.. مش بزهق! هكذا.. وبعد مرور فترة زمنية معينة.. تبدأ غيوم عدم الفهم فى الانقشاع شيئا فشيئا.. وتتضح الرؤية أكثر فأكثر.. ونفهم أهم ما ينبغى علينا أن نفهمه فى تلك الحياة.. أننا أى نعم نقوم بتحريك تجاربنا عن طريق الخيوط.. ولكن هناك من يقوم بتحريكنا نحن أنفسنا كتجربة.. وبرضه عن طريق الخيوط.. لهذا.. Relax شويه.. ولتستمتعوا باللعبه فى هدوء!