كل أسبوع قبل ميعاد تسليم المقال أقعد ألف حوالين نفسى وأضرب أخماسا فى أسداس «أكتب إيه؟ أكتب إيه؟». الحقيقة إن لحد النهارده ربنا سترها معايا وكنت بالاقى دايما موضوع أتكلم فيه. بس ده لأنى فى النهاية باتكلم عن ولادنا، والولاد الكلام عنهم مش بيخلص ولا عمره هيخلص. لكن النهاردة بقى فى لحظة صدق مع النفس، واجهتها وقلتلها فى وشها إن عيب قوى اللى هىّ بتعمله ده. عيب إنى أكتب المقال على آخر لحظة. بس فى لحظة صدق تانية أصدق من الأولانية افتكرت إن ده اللى أغلبنا بنعمله. إحنا بنعمل كل الحاجات على آخر لحظة ده لو عملناها أصلا. يعنى تقريبا تكاد تكون صفة وراثية فى الجينات المصرية، وإحنا نكاد نكون بنورّثها لولادنا من غير ما ناخد بالنا. فقررت أعمل وقفة مع النفس لأن مش معقولة العيوب اللى إحنا بنعانى منها هنورّثها لولادنا. يعنى نبقى إحنا بنعمل شغلنا على آخر لحظة، وبنشد شعرنا من اللى بيعملوا شغلهم على آخر لحظة، وفى الآخر كمان يطلعوا ولادنا هيعملوا واجباتهم على آخر لحظة. لازمتها إيه بقى الثورة لو احنا كأفراد مش عارفين نثور على عيوبنا ونصلحها؟ إزاى بنحلم نسقط نظام بلدنا السرطانى اللى عمره عقود واحنا مش عارفين نسقط نظام سلوكياتنا؟ بصراحة اتكسفت قوى منى. يعنى عيب قوى أبقى باكتب عن أحلامى لمستقبل ولادنا وأنا مش عارفة أغير نظام شغلى أصلا. وافتكرت الكلام بتاع زمان ده اللى كانوا بيقولولنا فيه لازم يبقى عندنا مثل أعلى وقدوة.. واكتشفت إنى فى موضوع آخر لحظة ده بالذات لا أصلح إنى أكون قدوة لأى طفل. وعليه قررت إنى أشتغل على نفسى علشان أتغلب على العيب ده. هاحاول جاهدة بصرف النظر عن النتيجة. وأعتقد أن أكيد كل واحد فينا عنده حاجات بيعملها على آخر لحظة ممكن يبتدى يفكر يعملها قبلها بوقت كافى علشان يديها حقها، وأكتر شوية من حقها. عشان نبقى قدوة لأولادنا اللى لازم نجتهد إنهم مايورثوش سلوكياتنا فى العمل لأنها كارثية وجابتنا ورا بزيادة. وأعتذر طبعا لكل الناس اللى مش بتعمل شغلها على آخر لحظة، واللى نفسى أكون زيهم. أرجوكو كملوا كده ويا ريت تعلمونا نبقى زيكو عشان بدورنا نعلم ولادنا كمان يبقوا زيكو.. ويبقوا متبعين حكمة «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد».. ولا بعد الغد.. ولا بعد بعد الغد.