(ضبطت أم العربى زوجها أبو العربى صامتا مفكرا مهموما فسألته) مالك يا أبو العربى؟ بتفكر فى إيه؟ بفكر فى مصر. هو احنا مالناش سيرة إلا مصر! هتشيل همها ليل ونهار! أمّال مين اللى يشيل همها يا ولية! مصر هى أمى، إنتى مبتحبيش مصر يا أم العربى؟ وهى كانت إدتنى فرصة أحبها وماحبتهاش! وبعدين إنت لسه قايلها. قلت إيه؟ مصر تبقى أمك.. يعنى حماتى، أحبها إزاى بقى؟ (هنا انتبه أبو العربى واستدرك) إنتى بتتكلمى عن مصر مين يا ولية؟ أمك. وإيه اللى جاب سيرة الحاجة مصر أمى فى الموضوع، أنا باتكلم عن مصر البلد. ما تفرقش.. الاتنين شبه بعض، مابيجيش من وراهم غير الهمّ والغمّ. إنتى بتكرهى مصر يا ام العربى؟ هى اللى ما بتحبنيش. وما تحبكيش ليه إن شاء الله؟ عشان اتجوزت ابنها. لأ يا ام العربى إنتى غلطانة، مصر أكبر من المهاترات؟ يعنى إيه الكلمة دى؟ مش عارف، وقلتلك اللى يحب أبو العربى مايسألوش أسئلة محرجة. أنا مش عارفة بس جدك كان سمّى أمك مصر ليه وملخبطنا كده كل شوية؟ عشان جدى كان راجل وطنى، كان صول فى الجيش المصرى، وحارب كذا مرة، واستشهد فى الحرب، أول ماخلف بنت سماها مصر على اسم حبيبته مصر، ولعلمك ناس كتير قلدوه. يقلدوه على إيه بلاخيبة! أهى طلعت اسم على مسمى. مش عارف مصر عملتلك إيه عشان تكرهيها! هى اللى بتكرهنى، وأنا ببادلها نفس الشعور. إنتى اللى حطاها فى دماغك. خليها هى تشيلنا من دماغها، دى من يوم ما اترملت وهى مسودة فى عيشِتنا، ومالهاش شغلانة غيرنا، أنا طهقت، لازم تشوفلك حل. يعنى عايزانى أعمل إيه يعنى، أتبرى من أمى! لأ.. تتجوزها. أجوز مين؟ تجوز أمك. عايزانى أجوّز مصر! إنتى بتخرّفى يا ولية، دى بلغت من العمر عتيا، وبتلعب فى الربع الحمضان. مافيش ست بتحمض يا ابو العربى، أمك عايزة تتجوز، عايزة راجل، اسمع منى أنا. ورحمة أبويا إنتى اتجننتى رسمى يا ام العربى! ورحمة أبويا وأبوك ما انت اللى فاهم الستات، شوفلها عريس. (صمت أبو العربى وتأمل لحم أم العربى المنفلت من قميصها الذى ضاق عليها ثم سألها بجدية) يعنى لو مت هتتجوزى علىّ يا أم العربى؟ زى ما انت هتتجوز علىّ لو أنا اللى مت قبلك. بس أنا راجل. وأنا ست. (تلخبط أبو العربى ولم يعرف بما يجيب فصمت فاستدركت أم العربى) زعلت؟ اتصدمت. عايزنى أكذب عليك وأقولك هعيش على ذكراك؟ ولا تكذب علىّ انت وتقوللى عشق الروح مالوش آخر؟ الصراحة حلوة بس بتوجع. الدنيا كلها بتوجع. عمرى ما اتخيلت إنى أقف الموقف ده! بقى أنا أدوّر على عريس لأمّى، أنا أجوز الحاجة مصر! صدقنى يا ابو العربى هو ده الحل الوحيد، جوّزها قبل ما تتجن وتتهبل وتهبلنا معاها أنا وانت، بذمتك عارف ترتاح من يوم ما امك اترملت؟ لأ. عارف تنام من يوم ماجبتلها الموبايل اللى شبطت فيه؟ لأ. عارف تشوف مصلحتك ولا حتى تقعد مع اصحابك؟ لأ. عارف تعمل أى حاجة من اللى كنت بتعملها؟ لأ. شفت ازاى.. شكلك ماعدتش بتعرف. (هنا انتبه أبو العربى وسأل أم العربى) ماعدتش بعرف إيه يا ولية؟ أنا فاكرة يا خويا.. ده أنا شكلى كمان نسيت. نسيتى إيه يا ام العربى؟ نسيت اللى انت نسيته يا ابو العربى، وبقينا عايشين على الذكريات، أنا وأمك اترملنا فى يوم واحد، وأنا وانت بقينا إخوات. ياخبيثة يا ام العربى! دا إنتى قلبك إسود، طب مش تنبهينى يا ولية! عايزنى أركّبلك كلاكس! ودى حاجة عايزه تنبيه يا راجل! يعنى إنتى نسيتى يا ام العربى؟ فاكرة طشاش. يا نهار اسود! بقى مجهود السنين اللى فاتت ده كله وفاكرة طشاش! إللى فات مات إحنا ولاد النهارده. ماشى يا أم العربى يا ناكرة الجميل، رغم أن أنا كمان فاكر طشاش، إنما بعون الله هفكرك الليلادى بكل الليالى السودة الغابرة.