تصريحات اللواء مختار الملا لوسائل الإعلام الأجنبية، نجحت فى استفزاز الإسلاميين، الذين تباروا فى استنكار مضمون التصريحات بشأن البرلمان القادم، وسيناريو نقل السلطة للمدنيين وتشكيل لجنة صياغة الدستور. أمين حزب الحرية والعدالة بالقاهرة، الدكتور محمد البلتاجى قال إن الشعب هو من اختار البرلمان، ومن يقول إن هذا البرلمان لا يمثل جميع المصريين يحتاج إلى أن يراجع نفسه. وأوضح أن المجلس العسكرى هو من عين مجلس الوزراء والمجلس الاستشارى، وأن الحديث عن ضرورة موافقة المجلسين على اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور التفاف واضح على إرادة الشعب واختياره فى الاستفتاء. بينما قال يسرى بيومى الفائز بمقعد فردى عمال عن حزب الحرية والعدالة إن مجلس الشعب حين يحدد شكل وآليات عمل لجنة صياغة الدستور لن يقبل وصاية من أحد. مشيرا إلى أن تصريحات الملا مرفوضة شكلا وموضوعا، لكنه رحب فى الوقت نفسه بالتعاون بين المجلس الاستشارى والبرلمان، شريطة أن لا يكون هناك تعسف أو سحب صلاحيات أحد لحساب الآخر. التيار السلفى استقبل تصريحات الملا على أنها دعوة ل«الفوضى والغوغائية». وذلك بتعبير المتحدث باسم حزب النور، نادر بكار، تعليقا على قول الملا أن «مجلس الشعب القادم لن يمثل جميع أطياف الشعب المصرى». ووصف بكار المجلس الاستشارى بأنه هلامى المسؤوليات وغير واضح المعالم، وحدود سلطاته وعلاقته بالبرلمان ليست مفهومة. أما الدكتور محمد خليل، المرشح على رأس قائمة حزب النور فى الإسكندرية فعلق على قول الملا بأن الشعب لن يسمح للتيار السلفى بأن يتوغل فى البرلمان ويزداد نفوذه، وقال «20 مليونا و300 ألف مواطن مصرى أعطوا صوتهم للسلفيين، والحقيقة أن الشارع سيتضامن مع السلفيين فى البرلمان ولن يلفظهم». المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية، الدكتور طارق الزمر قال إن هذه التصريحات ليس لها علاقة بالقانون العام أو الدستورى وليس لها علاقة بالسياسة أصلا، مطالبا المجلس العسكرى باحترام إرادة الشعب والتحرك فى إطارها البرلمان القانونى والدستورى، الذى يمثل المؤسسة الشرعية الوحيدة حتى الآن، الموكل إليها إعادة بناء مؤسسات الدولة. أما منسق التحالف الديمقراطى، الدكتور وحيد عبد المجيد، فقال إنه ليس للواء الملا أن يتدخل فى أمور هى بالأساس لا تخص المجلس العسكرى. مطالبا المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان بوضع حد للتصريحات المتضاربة لأعضاء المجلس، وأن لا يكون هناك أكثر من متحدث للمجلس، وجميعهم يقولون آراء شخصية. عبد المجيد أضاف «نحن المدنيين نطالب العسكريين بالانضباط، فالمرحلة حرجة، ولا تحتاج إلى آراء شخصية أو مواقف حزبية». وعن البرلمان القادم قال «سيشهد تمثيلا لجميع التيارات السياسية المختلفة سواء من الإسلاميين أو الليبراليين، بغض النظر عن نسبة كل منهم، وهذا يعنى أنه أول برلمان فى تاريخ مصرى يعبر عن إرادة الشعب».