سؤال كنت باسأله لنفسى كتير قبل الثورة.. هو الواحد يربى ولاده إزاى؟ يعنى لما حد مثلا يضربهم فى الحضانة، نقول لهم: «اللى يضربك سيبه وامشى». ولا نقول لهم: «اللى يضربك خد حقك واضربه»؟ وكنت محتارة جدا لأن التسامح والطيبة بيتفهموا غلط وبيتم استغلالهم فى الزمن ده. بس فى نفس الوقت مش معقولة الواحد يربى ولاده إنهم يبقوا «شُضَليّة» ويشجعهم على العنف سواء اللفظى أو البدنى. وبعدين جت الثورة، وقلت الحمد لله.. أهى جت من عند ربنا. البلد حالها هينصلح، وعقبال ما ولادنا يكبروا هيكون الجيل الجديد اتعلم واتربى أحسن من الكام جيل اللى فاتوا، واللى من ضمنهم جيلى. واستبشرت خير وقلت ف عقل بالى أخيرا العقل هيحل محل العضلات... وتمر الأيام والشهور، والاقى نفسى أنا شخصيا عايزة اضرب اللى ضربنى.. عايزة آخد حقى. أيوة. أنا عايزة آخد حقى وحق كل الناس اللى اتضربوا واتهانوا واتحبسوا عشان رأيهم.. عشان ثوار. وبالتالى أدركت إن الحل مش إننا نربى ولادنا على السكوت أو على الرد. لكن نربى عقولهم على فهم إمتى يسكتوا وإمتى يردوا. يسكتوا على اللى أضعف منهم؟ طبعا أيوة، لأن العفو عند المقدرة من حُسن الخُلُق. لكن يسكتوا على اللى أقوى منهم؟ طبعا لأ، لأن ده يبقى خوف وجبن، وده مش من الأخلاق فى شىء. ولادنا مش لازم يخافوا.. مش لازم يجبنوا.. بالعكس.. دول لازم يكونوا أشجع مننا.. وبمراحل. واحنا لازم نبطل جبن ومش لازم نخاف عليهم من شجاعتهم، لأن عزانا إن الحق هو الأقوى دايما وبينتصر ولو بعد حين. وده ثابت فى الدين والتاريخ والتجارب الإنسانية. يعنى لما جزء من شباب جيلى يتحبسوا عشان رأيهم، والجزء التانى يسكت يبقى فى بيننا خوافين. ماشى. امرنا لله. ده قدرنا وقدر جيلنا. لكن ما ينفعش يكون قدر ولادنا. ولادنا مش لازم يكونوا خوافين أبدا. لازم نعلمهم ازاى يبقوا شجعان ويقولوا رأيهم ويواجهوا، لأن مافيش نظام يقدر يحبس كل شباب بلده.. و«مين اللى يقدر ساعة يحبس مصر؟». مصر هى ولادها.. يعنى ولادنا. الشجعان. اللى يقدروا يعرفوا مين يستاهل العفو والتسامح ومين يستاهل الرد والردع لما يكون البادى أظلم. والبادى دايما أظلم.