أثار «عبد المنعم الهوني» -مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية ومصر- غضب مافيا التأشيرات لراغبي العمل والإقامة في ليبيا من المصريين, فيما علم موقع «ثورة ليبيا» أن السفارة الليبية بالقاهرة قد أحبطت في وقت سابق من يوم الأحد عملية غير قانونية لإصدار تأشيرات دخول المصريين إلى الأراضي الليبية مقابل مبالغ مالية كبيرة. وقال «الهوني» -في تصريحات خاصة لموقع ثورة ليبيا- أنه تم اكتشاف محاولة لإصدار عدد من التأشيرات للمصريين خلافا لقيمتها الحقيقية عبر المتاجرة فيها وزيادة الرسوم المستحقة عنها بشكل غير مقبول, مشيرا إلى أنه يجري حاليا تحقيق إداري خاص داخل السفارة الليبية لكشف كل الملابسات المتعلقة بهذا الموضوع. وأعلن «الهوني» أن إحدى الموظفات الليبيات في القسم القنصلي بالسفارة تورطت في التعاون مع مافيا يقودها أصحاب شركات مصرية وليبية؛ لتسفير العمالة المصرية إلى ليبيا من أجل إصدار عدد من التأشيرات بمقابل مادي يخالف الرسوم الحقيقية للتأشيرة, موضحا أن الموظفة استقالت من عملها وهربت بعد العثور معها على 70 ألف جنيه مصري حصيلة نشاطها المشبوه. وقال «الهوني» أن عددا من أصحاب شركات تسفير العمالة المستفيدين من هذا النشاط سعوا لتشويه سمعة السفارة وطاقم العاملين فيها, مشيرا إلى أن قائمة هذه الشركات تضم شركات مصرية وليبية تمارس نشاطها منذ فترة. وتوعد الهوني بمحاربة كل من تسول له نفسه مخالفة القوانين الليبية، وابتزاز العمالة المصرية تحت أي مسمى. ولفت إلى أن الرسوم الأساسية لإصدار التأشيرة للمصريين الراغبين في العودة إلى ليبيا لا تتجاوز مبلغ الستين جنيها مصريا, بينما تقوم مافيا بالتأشيرات بإصدار التأشيرة الواحدة مقابل 2500 جنيه مصري خلافا للقانون. هذا وأكد «الهوني» أن السفارة لا تتأخر مطلقا في الاستجابة لراغبي العودة إلى ليبيا من المصريين الذين كانوا يعملون هناك ولديهم إقامات وعقود عمل، بالنظر إلى حاجة السوق الليبية لمختلف أنواع العمالة في الفترة الحالية وفي مرحلة إعادة بناء ليبيا بعد الدمار الذي لحق بالبنية الأساسية وكل مرافق ومؤسسات الدولة الليبية؛ خلال المعارك الطاحنة التي خاضها الثوار الليبيون للإطاحة بنظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي. وأهاب «الهوني» بالعمالة المصرية والراغبين في الذهاب إلى ليبيا والحصول على تأشيرة دخول إليها بعدم دفع أي من الرسوم المستحقة وعدم الاستجابة لأي محاولات إبتزاز من أي طرف كان. وأضاف، «نريد أن نسهل عودة المصريين إلى ليبيا وفقا للقواعد المعمول بها, ونسعى لتسهيل إجراءات إصدار التأشيرات لهم على نحو يمكنهم من العودة إلى ليبيا في أسرع وقت». ولفت الهوني إلى أنه تم رفع كفاءة القسم القنصلي للسفارة عبر زيادة عدد موظفيه الأكفاء ليقوم بإصدار نحو 500 تأشيرة يوميا بدلا من 300 فقط في اليوم في الوقت الراهن, للتخفيف على المصريين الراغبين في العودة إلى أعمالهم في ليبيا, مشيرا إلى أنه بحلول نهاية الشهر الجاري ستتمكن السفارة من إصدار نحو ألف تأشيرة يوميا للاستجابة للطلبات المتلاحقة في هذا الإطار. هذا وقال الهوني -في تصريحاته الخاصة لموقع ثورة ليبيا- أن السفارة الليبية لدى مصر تهيب بكل الأطباء المصريين للعودة مجدا إلى أعمالهم في ليبيا، وسرعة الإتصال بالسفارة لإنهاء إجراءات حصولهم على تأشيرات الدخول بسهولة ويسر. كما أعلن أنه تم خلال الفترة الماضية منح نحو 40 ألف تأشيرة دخول للمصريين للعودة إلى ليبيا, مشيرا إلى أن السلطات الليبية تسهل عودة المصريين؛ للمساهمة في إعادة اعمار وبناء ليبيا في المرحلة المقبلة.