فاز ميلان بثنائية نظيفة على جنوى فى ملعبه «الفونى» وبين جماهيره. وشهدت المباراة واقعة غريبة عندما اشتبك جمهور الفريقين معا خارج الملعب، لتستخدم الشرطة قنابل مسيلة للدموع، وتنعكس آثار تلك القنابل على أرض المباراة مؤثرة فى نفوس ورؤية لاعبى الفريقين. توقفت المباراة وغادر لاعبو الفريقين أرضية الملعب متجهين إلى غرف الملابس. هدأ الجو واستأنف الفريقان المباراة وفاز الميلان على صاحب الأرض. هذا الموقف رجع بى إلى الخلف قليلا، وذكرنى بمواقف حدثت فى مصر فى أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير، وشهدت تلك المواقف تنصلا من الحقيقة وعدم البحث عنها ناسبين كل شىء إما إلى الثورة وإما إلى الفلول. ولكن فى إيطاليا اعترفت الشرطة بأنها من ألقت القنبلة لتفرق المشاغبين، ليعلن الاتحاد الإيطالى تعاونه مع منظومة الشرطة فى إيطاليا موقفين المباراة إلى حين هدوء الأجواء، ساعدهم فى ذلك لاعبو الفريقين وليعودوا إلى المباراة مرة أخرى حتى لا تتأثر سمعة الدورى الإيطالى بتلك الواقعة. الواقعة سهلتها كلمة واحدة وهى الحقيقة، وهو أيضا الوضوح الذى نبحث عنه نحن حاليا فى وقتنا هذا حتى نصل بالدورى المصرى وبالبلاد إلى بر الأمان الذى ما زلنا نبحث عنه. فلو اعترفنا فى مصر بأن هناك أخطاء فى منظومة الداخلية أولا والكرة المصرية ثانيا، لما شاهدنا معركة الجلابية واقتحام الجمهور أرض الملعب، بل وعالجنا موضوع الشماريخ بصورة واضحة دون تذمر أو تقصير، ولكونّا درعا متعاونة من جمهور ولاعبين وأجهزة فنية تصل بنا إلى أعلى مستوى من التقدم الأمنى والاجتماعى. شد انتباهى تصريح ماسيميليانو أليجرى المدير الفنى لفريق ميلان، الذى قال إن الشرطة الإيطالية تعاملت مع الموقف بوضوح وبحزم، بل وشكر إدارة جنوى على وضوحها، وطالب لاعبى ميلان بالتوجه إلى غرف الملابس حتى يعلموا ماذا سيحدث ويعودوا. الموقف هذا بالتأكيد يعلمنا شيئا مهما للغاية أن حل المشكلات يبدأ بالوضوح والصراحة، لا بالهروب وإلقاء المسؤولية على الآخرين سواء كانت ثورة أو فلولا. بالطبع مقالى لن يرضى كثيرا من الناس لكن الموضوع لا يتعدى سوى مباراة لكرة القدم تعامل معها رجال الشرطة المتحضرة أوى بقنابل مسيلة للدموع، ورابطة الأندية الإيطالية ستتخذ العقوبة المنصوص عليها باللائحة، والحكم قام بدوره على أكمل وجه لأنه فاهم ومحترف جدا فى عمله، واستكمل المباراة بعد 9 دقائق من توقفها، واللاعبون والمدربون كانوا فى قمة الالتزام، لم نر ولو حالة احتجاج من لاعبى الميلان أو المدرب أو مدير الكرة، المنصب الجديد بمشكلاته والرغى الكتير على شاشات التليفزيون، يعنى الكل أسهم فى استكمال المباراة لإنقاذ وجه الكرة الإيطالية، التى كانت من الممكن أن تواجه بعض المشكلات على المستوى الأوروبى على حسب القانون الأوروبى لكرة القدم لحماية الملاعب والجماهير. أخيرا انتو عارفين أول خبر فى التليفزيون الإيطالى كان إيه؟ إنه والحمد الله لم ترد حالة إصابة واحدة عارفين ليه؟ لأنهم يحترمون المواطن من كل الأطياف وآدميته. الله يرحم الشهداء من كل جموع الشعب المصرى. اللاعب المميز محمد شوقى يمر حاليا بموقف صعب يهدد مستقبل أهله وأسرته، وإن غاب الأمان لفترة عن بلادنا الحبيبة، فإننى أسأل الله أن يحمى لنا مصرنا ويعيد شقيق شوقى وقريبه إلى أهله سالمين غانمين. كما أبارك للخلوق عماد متعب زواجه الذى أرجو أن يكون وجه سعد عليه فى الفترة القادمة، على أن يكون تألقه بالشكل الذى يأمله ويرضى طموحه وطموح جماهيره.