لا أحد ينكر أن نجم الأحزاب الإسلامية فى صعود، فهم استطاعوا أن يحشدوا الأصوات فى العالم العربى ولكن يبقى السؤال الأكثر إلحاحا عند الغرب: هل يصل الإسلاميون فى النهاية إلى الحكم؟ سؤال طرحته مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية فى عددها الصادر أمس، حيث رأت أنه بعدما ذهب الرأى العام العربى إلى تأييد الإسلاميين فى صناديق الاقتراع فى تونس والمغرب ومؤخرا فى أولى جولات الانتخابات البرلمانية فى مصر، يبقى حديث البعض عن نياتهم، فى غير موضعه. المجلة حاولت اللعب على جميع الاحتمالات، فنقلت عن جوشوا ستاشر، خبير سياسى بجامعة «كيت ستايت» الأمريكية، أن جماعة الإخوان المسلمين لن تحاول الدخول فى حرب أهلية مع القوى العلمانية لكنهم فى الوقت نفسه لن يقفوا فى وجه المجلس العسكرى لأنهم ببساطة أصبحوا جزءا من النخبة السياسية وخرجوا من عباءة المعارضة التى تجعلهم يقفون مع القوى الليبرالية والعلمانية ضد المجلس العسكرى لأى سبب كان. وأوضحت المجلة أنه بات مؤكدا أن اقتراب الإخوان من السلطة فى مصر حوّلهم إلى حلفاء للمجلس العسكرى، واستدلت المجلة على ذلك بأنه فى الوقت الذى اجتمع فيه مختلف القوى السياسية على الوقوف فى وجه «العسكرى»، داعية إلى تأجيل الانتخابات، لم نسمع صوتا واحدا للإخوان حتى إنهم كانوا فى معزل عن الشارع. وبعدما أوضحت المجلة الاحتمالين الأكبرين فى هذه الفترة التى تمر بها مصر، تحالف الإخوان مع السلفيين أو مع المجلس العسكرى، رأت أن الإخوان سيكونون أميل إلى تشكيل تحالف مع الجيش عن أن يتحالفوا مع السلفيين، وهو ما وصفته المجلة باختطاف ثورة المصريين. وقالت إنه فى الوقت الذى سيجد فيه المصريون أن الإخوان أصبحوا مجرد «نسخة إسلامى» من الحزب الوطنى المنحل، فإنهم لن يستمروا فى دعمهم، حيث يمكن للإسلاميين أن يفوزوا مرة بالانتخابات ويخسروا فى المرات التالية، لأنه ببساطة زمن الحاكم الوحيد والأغلبية الوحيدة والفترة الانتخابية الوحيدة قد ولّى وانتهى.