رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن التعامل مع الواقع الجديد فى العالم العربى أمر حتمى لامفر منه، مؤكدة فى افتتاحيتها أن الإخوان المسلمين فى مصر أو حزب النهضة فى تونس وغيرها من التيارات الإسلامية القادمة لتولي الحكم فى البلدان العربية أصبحت واقعا، والحل الوحيد أمام التيارات الليبرالية والعلمانية فى هذه البلدان أو أمام الغرب هو التعامل والتحالف معها لتشكيل حكومات ائتلافية بدلا من المواجهات، ولمنع نشوء تيار إسلامى متشدد ومتطرف فى المنطقة. وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر تعد نفسها لمرحلة جديدة لأول مرة منذ مقتل زعيمها ومؤسسها الشيخ "سيد قطب" عام 1966. وأضافت الصحيفة طوال العقود الماضية ظل الاعتقاد السائد لدى الكثيرين أن وصول الإسلام السياسي إلى السلطة يعدّ مشكلة، ونجحت الأنظمة العربية المستبّدة فى إستخدام الإسلاميين لمدة طويلة كفزّاعة للغرب حيث كانوا يرددون أن النظام الاستبدادى الذى تعرفه أفضل من النظام المتطرف الذى لاتعرفه. لكنّهم أصبحوا اليوم فى وضع يؤهلهم للفوز بالأغلبية عبر انتخابات لم يحدث فيها تزوير ولم تتدّخل فيها أى قوى خارجية، وهو ما يعنى ببساطة أن الشعب يريدهم بغض النظر عما يتردد من دعم مالى قطرى. وأكدت "الجارديان" أن الضغط الأكبر على جماعة الإخوان المسلمين فى مصر سيكون من التيار السلفى المتشدد، وليس من التيارات التقدمية الأخرى فالإخوان يميلون للاعتدال، كما حدث بالنسبة لحزب النهضة التونسى، ولكن الأمر سيتطلب مزيدا من الوقت والصبر حتى يتفهم المجتمع بعض الأمور. وقالت الصحيفة إن أفضل طريق للوصول إلى الدولة العصرية والمدنية هو تحالف حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين مع التيارات التقدمية، وأنه السبيل الوحيد لمنع قيام حكم إسلامى متشدد فى مصر. وأضافت "الجارديان" أن المشهد فى مصر خلال الأسبوع الماضي كان مختلطا، ففى الوقت الذى يتجمع فيه الآلاف فى ميدان التحرير رافضين الحكم العسكرى ومقاطعين الانتخابات، كان الملايين يقفون فى طوابير طويلة تحت الأمطار أمام المقار الانتخابية للتصويت فى الانتخابات البرلمانية.