حالة هلع أصابت الفنانين بعد اكتساح الإخوان والسلفيين للبرلمان.. ينشغل الكثيرون بسؤال: كيف سيكون حال الفن مستقبلا؟ بينما أنشغل أنا بالتطهير.. ينشغل الأغلبية بمستقبل الفن والفنانين فى دولة ثارت وتغيرت وشكل الإسلاميون أغلبية برلمانها، بينما أفكر أنا فى كنس غبار أغلب فنانى مرحلة مبارك، كى نسأل وتكون الإجابة منطقية ويكون البناء «على نضافة». لماذا يخاف من عاشوا ونافقوا وعاشروا المخلوع من التيار الدينى ومن غلبته؟ سؤال تحير إجابته المهتمين بالفن الآن.. لماذا أصبح هؤلاء الفنانون التقليديون الذين كانوا منحطين حقا فى كل أعمالهم وتصريحاتهم متوترين الآن؟! فى عصر المخلوع صدّر لنا كبار نجوم فننا قيم التخلف والغباء والرجعية والنفاق والعته فى أعمالهم الفنية، وتفوقوا على أنفسهم فى السذاجة عبر أعمالهم وتصريحاتهم الصحفية والتليفزيونية. اسمحوا لى أن أؤكد للفنانين الذين أسهموا فى إفساد ذوق وأخلاق الناس أن الإخوان والسلفيين لن يزعجوكم إطلاقا، فأنتم دمرتم الفن أصلا قبل وصولهم، وكنتم رجعيين ومتخلفين فى وعيكم بالفن أكثر من أى قوى خارجية ستأتى أو هى آتية فعلا.. أنتم أيها الفنانون سبب نكسة الفن وضياعه، وبالتالى أنتم مسؤولون عن إفساد وجدان الناس وعقولهم برجعيتكم وفساد أخلاقكم الحقيقية وارتدائكم عباءة الأخلاق الكريمة أمام الشاشة، ثم بتبعيتكم ونفاقكم للنظام السابق. نتذكر معا بعضا من إبداعات من يخشون التيار الدينى الآن، عندما كان هناك نظام متخلف يحكمنا. هل الإخوان هم من اخترع مصطلح السينما النظيفة، أم أنتم؟ أشهد أن من اخترع المصطلح هو الموزع محمد حسن رمزى، بعد نجاح فيلم «إسماعيلية رايح جاى» بتصريحه الشهير: نجح الفيلم لأنه نظيف بلا قبلات ولا أحضان، بينما بنى الرجل ثروته على توزيع أفلام نادية الجندى! من الذى كان يعلن بفخر أنه لن يتزوج ممثلة «اتباست» فى فيلم؟ التصريح خرج من فم ممثل لم يظهر فى فيلم واحد دون أن يقبل ممثلة، ولا أدرى، كيف قبلن التمثيل معه! الفنان هانى سلامة قال ذلك فى تصريح صحفى. من الذين كذبوا، واستهانوا بالفن فكانت علاقتهم به مستفزة ومفتعلة: لا قبلات ولا عرى، ثم كانوا أكثر استفزازا فى حياتهم الشخصية بحفلات ماجنة حقا ترقص فيها الفنانة الرافضة للعرى أمام «ماما»، وتجلس فى حضرة الفنان المتباكى على القيم وهى تعرف أن الحفل ليس خاصا، ولا علاقة له بالخصوصية، ثم فى اليوم التالى نجد حوارا للفنانة صاحبة الحفل تتمنى فيه أن يكون زوج المستقبل متدينا؟ منى فضالى نموذجا! من الذى صدر للناس قيم الذل والانبطاح للسلطان وأبنائه أينما حلوا وكيفما فعلوا؟ هل قبل الناس أقدام جمال وعلاء مبارك؟ أم كان نجوم الفن أول من قبلها؟ وقالوا: ابن رئيس الجمهورية الباشا الكبير علاء؟! محمد فؤاد قالها! هل ينكر أى من الفنانين أن شعب مصر، فقراءه وأغنياءه، كان فى ميدان التحرير مناضلا ضد السلطة، بينما كان كثير من الفنانين يجاهدون لعمل مداخلات تليفونية فى الفضائيات على الشعب «اللى مش لاقى ياكل» والناس «اللى مش عارفة تقبض المعاش».. فعلها الفنان أحمد عز، بينما رمى بعضهم الشعب الحر بالباطل، متهمينه بالعمالة وبالتمويل بوجبة كنتاكى؟! فعلها الفنان حسن يوسف وزوجته. هل كان يمكن أن تشتعل أزمة بين مصر والجزائر لولا تدخل الفنانين باتصالاتهم؟ من الذى اتصف بالصفاقة وقتها سوى بعض الفنانين عندما اتهموا شعبا كاملا بأنه لقيط وبأن سيداته عاهرات ورجاله قوادون. زينة وحكيم قالا هذا الكلام نصا. هل قال أحدنا إننا «خدامين للوطن ده»؟ فعلها الفنان محمد هنيدى، معتقدا أنه «خايف على مصلحة البلد وقت خدمة الأحرار فى التحرير أيام الثورة».. المواطنون ليسوا خداما للوطن.. نحن أسياده ولا نخدم إلا وطنا يحترمنا جميعا.. نخدمه بشروطنا لا بشروطه، فالوطن ليس أرضا جرداء وكيانا أصم.. الوطن بشر وأرواح وأجساد.. للأسف يعتقد بعض الفنانين أنهم سيكونون وطنيين جدا كلما انحطوا! عموما.. لا يحق لفنان كان منحطا ومغيبا ومنافقا فى الماضى أن يخشى من الإخوان أو السلفيين أو من أى أحد.. نرجوكم أن تنهوا حالة الهلع التى تصيبكم كلما اهتزت مصالحكم.. أنتم نجوم كل العصور، فاهدؤوا تماما.