التحرير القلب النابض كان شعلة، أمس، فى جمعة رد الاعتبار، ومثله كانت الأطراف، أو المحافظات، التى يتغذى غضبها بدماء شهدائه. الآلاف من شباب الحركات الاحتجاجية نظموا مسيرة حاشدة عقب صلاة الجمعة، أمس، من أمام مسجد مصطفى محمود حتى ميدان التحرير، يحملون نعوشا فارغة تزينها أسماء الشهداء، وأعلام مصر وأبيات من الشعر فى نعى الشهيد، مثل «يحكون فى بلادنا.. يحكون فى شجن عن صاحبى الذى مضى وعاد فى كفن». أهالى الشهداء رفضوا إقامة سرادق عزاء لأبنائهم، بسبب انشغال الجميع بالعملية الانتخابية، وإحساس الأهالى بسقوط الشهداء، سهوا أو عمدا من ذاكرتهم، لكن صور الشهداء حضرت بقوة فى الميدان، ولبى آلاف الدعوة إلى المليونية، «مليونية رد الاعتبار لشهداء محمد محمود»، بينما غاب عدد ضخم من القوى السياسية، نظرا لانشغالهم بالعملية الانتخابية، التى لولا دماء الشهداء، ما كانت تمر. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية وعضو الجمعية الوطنية، قال إن تلك الجمعة ليست مليونية وإنما تكريم للشهداء، الشعب المصرى الذى خرج سعيدا بنزاهة الانتخابات مدين لهؤلاء الشباب الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل حرية ذلك الوطن. ومن جانبه انتقد جورج إسحاق الناشط السياسى، إصرار المجلس العسكرى على حكومة برئاسة الجنزورى، قائلا «سنأتى كل يوم جمعة إلى التحرير، الميدان لا يتعارض مع مسار العملية الانتخابية، لكنه أصبح مكانا يتوافد إليه المصريون ليعبّروا عن مطالبهم». الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة شارك هو الآخر ونظم مسيرة من ميدان التحرير باتجاه اعتصام ميدان «الوزراء» تقدمها كمال أبو عيطة، رئيس النقابات المستقلة، ورددوا هتافات «إوعى تمشى إوعى تمشى، الجنزورى مايحكمشى»، كما رددوا هتافات موجهة إلى جنود القوات المسلحة الموجودة لتأمين مجلسى الشعب والوزراء منها، «إوعى يا جندى تخون أفكارك دم المصرى عارى وعارك». الثوار فى الميدان أبدوا حزنهم من رفض المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية محمد البرادعى، المجىء إلى الميدان أمس. بينما حضر الروائى علاء الأسوانى، ليشد من أزر الشباب المعتصمين، مؤكدا أن الحق معهم. المعتصمون قاموا بإطلاق عشرات البالونات السوداء، التى تحمل أسماء شهداء «محمد محمود»، تعبيرا عن تقديرهم لما بذلوه من أجل الوطن. فى حين تحركت مسيرة تضم الآلاف وتحمل عشرات النعوش إلى مقر مجلس الوزراء للإعلان عن تضامنهم مع معتصمى مجلس الوزراء. على جانب آخر توافد مئات المتظاهرين من ائتلاف «حركة صوت الأغلبية الصامتة» إلى ميدان العباسية، فى مظاهرة لتأييد المجلس العسكرى ودعم حكومة الجنزورى.