بالأصوات وحدها لن تفوز بالانتخابات. الحرب النفسية وخلق الأزمات فى طريق الخصوم والمنافسين، وسيلة مجدية أيضا. التيارات الإسلامية باتت خبيرة فى الحروب النفسية قبيل أى استحقاق انتخابى، نجحت فى ذلك حين تمكنت من توجيه دفعة التعديلات الدستورية، التى أجريت فى مارس الماضى، لصالحها، بتحويل تصويت المصريين على عدد من المواد والنصوص، إلى تصويت على الهوية، وها هى تعيد الكَرّة ثانية، بتحويل معارك مرشحيها فى الانتخابات البرلمانية، ضد المنافسين الليبراليين، إلى مواجهات طائفية لا أساس لها، من أجل حصد أكبر قدر من الأصوات. مصدر مطلع فى حملة مؤسس حزب العدل ومرشحه على مقعد «الفردى، فئات» فى دائرة مدينة نصر والقاهرة الجديدة الدكتور مصطفى النجار، كشف ل«التحرير» عن اعتزامه تقديم بلاغ إلى اللجنة العليا للانتخابات، وإلى النيابة العامة خلال ساعات، لشطب منافسه فى جولة الإعادة المرشح السلفى المدعوم من الإخوان محمد يسرى. النجار يسبق منافسه السلفى بنحو 20 ألف صوت، ومع ذلك قرر مواجهته قضائيا، قبل جولة الإعادة الأسبوع الماضى، بعد قيام حملة محمد يسرى بتصميم مطبوعات ونشر عدد منها على الإنترنت، بهدف التحريض الطائفى والاستقطاب الدينى، وإثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط، وقبل هذا وذاك الزعم أن النجار أحد مرشحى الكنيسة وأن الأخيرة تدعمه، لكونه «ضد الدين، بينما ترفض الكنيسة دعم محمد يسرى، لأنه يطالب بتطبيق شرع الله». وحسب المصدر، الذى رفض ذكر اسمه، فإن حملة المرشح السلفى، طالبت من خلال مطبوعاتها التحريضية، أهالى مدينة نصر «بعدم خذلان الإسلام والتصويت لمحمد يسرى، حتى ينتصر الإسلام». يشار إلى أن القائمة، التى زعم البعض صدورها عن الكنيسة قبل أيام قليلة من الجولة الأولى من انتخابات المرحلة الأولى لمجلس الشعب، حددت أن المرشح المفضل فى دائرة مدينة نصر هو رجل الأعمال الشهير فوزى السيد، وليس مصطفى النجار. كان رئيس اللجنة الانتخابية للدائرة الثالثة بمدينة نصر «فردى» المستشار سعيد البكرى، قد أعلن حصول المرشح السلفى محمد يسرى، على 48921 صوتا، بما يوازى نحو 15% من إجمالى الأصوات الصحيحة، فى حين تقدم عليه مرشح حزب العدل الدكتور مصطفى النجار بحصوله على 68810 أصوات بما يوازى 20% من الأصوات. وعلى مقعد العمال، حصل مرشح حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، عصام مختار على 54817 صوتا، بما يوازى 19% من عدد الأصوات، بينما حصل المرشح المستقل عمرو عودة على 35608 أصوات بما يوازى 10%، مما يحتم مواجهتهما مجددا فى جولة الإعادة. يذكر أن إجمالى عدد المصوتين فى الدائرة، بلغ 335046 صوتا، وصلت الأصوات الصحيحة منها إلى 331577 صوتا، والأصوات الباطلة إلى 3469 صوتا.