كشف القيادى السكندرى بجماعة الإخوان المسلمين صبحى صالح أن الجماعة ستعقد الأسبوع القادم اجتماعا موسعا لتحديد عدد مرشحيها ومن سينزل على القوائم الفردية والنسبية وكذلك طبيعة المرشحين بعد تعديل الداوئر.وقال صالح إن جماعة الإخوان المسلمين هى التى ستقوم بالترتيب للانتخابات البرلمانية القادمة من خلال تسخير جميع إمكانيتها المادية والإدارية والتنفيذية، موضحا أن الجماعة لن تقدم مرشحين تحت مسمى جماعة الإخوان ولكن جميع المرشحين سيكونون تحت اسم حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان. وأرجع صالح ذلك إلى عدم اكتمال وحدات الحزب بعد.وأوضح أن الجماعة صاحبة الحزب وأن الحزب لا يزال فى وضع الرضيع الذى يحتاج إلى من يمسك بيده حتى يقف كليا على قدميه. وحول استقلالية الحزب عن الجماعة قال صالح إن الحزب مستقل ماليا وماديا وله لائحته الداخلية وله كيان قانونى مستقل عن الجماعة لأنه نشأ فى كنف قانون الأحزاب. التعليق: عبد الفتاح: تنسيق طبيعى بين الجماعة وذراعها السياسية لتحقيق المصالح المشتركة نبيل عبد الفتاح الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية: أحد الأمور الجوهرية فى فهم العلاقة بين الحزب والجماعة، يتمثل فى أن الحزب ما هو إلا أداة أو ذراع فى يد الجماعة، ومن يتصور أن هناك فرقا بين الحزب وبين الجماعة فهذا وهم وخطأ كبير. نحن الآن أمام واحد من أهم مكاسب الثورة، وهو الاعتراف بالجماعة على الرغم من حظر العمل بها لعدة سنوات، بل أصبح أيضا لها وجود شرعى على الأرض وبالتالى لا أعتقد أنه سوف يكون هناك مسافة بين الجماعة كإطار دعوى واجتماعى وسياسى، وبين الحزب لتحقيق مصالح وأغراض الجماعة السياسية. ومن الطبيعى أن تسخر الجماعة كل قوامها لصالح الحزب، حيث إن المرشحين عن طريق الحزب هم من سيشكلون الأداة التى من خلالها سيسيطرون على الحياة السياسية لمصر. التحليل: الإخوان تستخدم الحزب كواجهة سياسية علنية وتحتفظ بمزايا التنظيم السرى كان واضحا للجميع منذ إعلان جماعة الإخوان المسلمين تأسيسها حزب «الحرية والعدالة» أنه جزء لا يتجزأ من الجماعة، وأداتها لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة، وهو ما أثبته الواقع منذ اليوم الأول لتأسيس الحزب. وتأتى تصريحات صبحى صالح لتؤكد أن الحزب ليس فقط فى مرحلة الرضاعة، بل إنه ما زال فى رحم الجماعة ولم ولن يرى النور أبدا. على مدار عقود طويلة، كانت جماعة الإخوان المسلمين دائما تخشى المواجهة بأحد الاختيارين، إما التحول إلى حزب سياسى شرعى يخضع للقوانين المنظمة لعمل الأحزاب السياسية وهو ما يتعارض مع طبيعة العمل السرى للجماعة أو البقاء «جماعة دعوية» لا تتمتع بالحقوق التى تتمتع بها الأحزاب السياسية. إلا أن جماعة الإخوان المسلمين استطاعت خلال الفترة الانتقالية الضبابية، أن تقتنص حزبا سياسيا يكون واجهة الإخوان فى البرلمان القادم، مع بقاء الجماعة تنظيما سريا لا يخضع لأى من القوانين المنظمة لعمل الجمعيات فى مصر.