«أشكر جموع شعب مصر العظيم على شعورهم وتقديرهم لى»، بتلك الجملة بدأ طبيب الأسنان الناشط أحمد حرارة بيانه، الذى حصلت «التحرير» على نسخة منه أمس، مضيفا «وأشكر كل من فكر أو حاول مساعدتى فى العلاج، بعد إصابتى فى العين اليسرى، فى الأحداث الأخيرة، التى أدت إلى فقدانى البصر تماما، خصوصا أننى أصبت فى عينى اليمنى، يوم أن انتفض الشعب المصرى العظيم، وخرج ليحقق ثورته المجيدة، فى الثامن والعشرين من يناير الماضى». وبنفس لهجته المتأثرة مضى حرارة فى بيانه «وأؤكد أن احتفاء الشعب بى خفف كثيرا من جراحى، التى لن يداويها سوى تحرير الوطن، من يد المستعمر الوطنى، الذى استخدم كل أساليب الاستبداد والقمع، ضد شعبه، على مدار العقود الستة الماضية». مضيفا «وبما أننى يتملكنى شعور بالامتنان للجميع، وكل من حاول مساعدتى فى العلاج، من خلال التكفل بالمصاريف أو المساهمة فى علاجى بالتبرع، أشكر الجميع وأؤكد أننى فخور بما قدمته لوطنى»، وتابع «لذلك قررت أن أتكفل بمصاريف علاجى حتى لا أحصل على مقابل لما قدمته لبلادى». حرارة أشار إلى أن بعض رجال الأعمال «الشرفاء»، وبعض المؤسسات، سعوا إلى مساعدته فى العلاج، الأمر الذى رفضه، كما نما إلى علمه أن هناك من يقوم بجمع تبرعات من المواطنين لعلاجه، وهو ما رفضه، أيضا، مرارا وتكرارا. ويعلق «أؤكد أننى أرفض استخدام اسمى فى مثل تلك الحملات». أحمد البرديسى الشهير ب«حرارة» فقد عينه اليسرى فى أحداث 19 نوفمبر بالتحرير، بعد أن كان قد فقد عينه اليمنى فى أثناء ثورة 25 يناير، وتحديدا فى جمعة الغضب. التقرير الطبى أثبت إصابة عينه اليسرى بطلقة خرطوش تسببت فى نزيف حاد أدى إلى فقده البصر. حرارة يؤكد دائما بابتسامة أنه «طبيب أسنان ومش هاعرف أشتغل تانى»، مشيرا إلى زيف ادعاءات الحكومة والمجلس العسكرى بشأن حصول مصابى الثورة على حقوقهم المادية والطبية كافة. ويوضح حرارة أن صندوق رعاية مصابى الثورة لم يصرف سوى مبلغ 20 ألف جنيه تحت اسم الدعم الفورى، وهو ما لم يحصل عليه المصابون كافة.