مشرحة زينهم بالسيدة زينب استقبلت فى تمام الساعة العاشرة من صباح أمس، جثة شهيد آخر فى أحداث التحرير من منطقة شبرا، يدعى أحمد سيد سرور، يبلغ من العمر 19 عاما، وسط حالة من الصراخ والبكاء والعويل والإغماءات لأمه وأشقائه وأقاربه، حيث توفى الشهيد جرّاء دهس جزئه السفلى بعربة الأمن المركزى. كان المتظاهرون يملؤون شارع مجلس الوزراء وكان الطريق مغلقا، وفى تمام الساعة الثامنة صباحا جاء ضابط برتبة نقيب وخلفه عدة عربات للأمن المركزى، بحسب مصطفى حسين، صديق الشهيد، الذى كان بجواره فى أثناء الحادثة، وأضاف: (عندما رأيت عربات الأمن المركزى تدخل شارع مجلس الوزراء نبهت المتظاهرين: اصحوا اصحوا الداخلية، وقلت للضابط إن الشارع مغلق بالمتظاهرين وأرجوك خذ الشارع الموازى فرفض الضابط قائلا «لدى أوامر بدخول هذا الشارع). فى أثناء المناقشة، حسين يستكمل، حضر بعض المتظاهرين من الميدان وبدأت الاشتباكات بين أفراد الأمن المركزى والمتظاهرين، وفى أثناء تراجع سيارات الأمن التى بلغ عددها خمس عربات للخلف، اصطدمت بجسم الشهيد فأوقعته ودهست نصفه الأسفل من ناحية الحوض، حسين أكد أنه سيذهب للشهادة فى النيابة للإدلاء بما حدث. المتظاهرون قالوا إنهم أقاموا ساترا بين الأمن المركزى ومتظاهرى ميدان التحرير، إلا أن قوات الأمن بدأت فى ضرب قنابل الغاز المسيلة للدموع، فرد عليها المتظاهرون برشق الحجارة، وفى أثناء تراجع سيارات الأمن للخلف دهست الشهيد، فقام المتظاهرون بنقله إلى الخيمة. «حسبى الله ونعم الوكيل» «زينب عادل، والدة الشهيد، رفعت يديها بالدعاء ضد الحكومة، وقالت «ما يرضيش ربنا اللى بيحصل ده، ابنى عمره 19 سنة وكان عايز يخطب». أجهشت الأم بالبكاء، مضيفة «ابنى ميت زى الورد وزى الفل، وهايبات الليلة فى حضن أبوه، ومن النهاردة ما فيش حد راجل يقعد فى البيت، لازم كله ينزل»، واستمرت فى البكاء وقالت: «أحمد هايعملوا له زفة فى وداعه، والبنات فى الميدان كلهم كانوا إخواته»، مطالبة بوضع علم مصر على جثة الشهيد. «ابنى حاول التطوع فى الجيش أكثر من مرة ورفضوه، وخلاص يا أحمد هيعملولك الزفة وابنى طلب الشهادة ونالها»، قالتها الأم الثكلى، ثم رفعت ملابس الشهيد المليئة بالدماء واحتضنتها وبكت. جثمان سرور، بحسب مصادر طبية ل«التحرير» بها عدة كسور بالعظام وجرح قطعى طوله 10سم، ما بين فتحة الصفن وفتحة الشرج، دون وجود أى طلقات نارية.