توفى إلى رحمة الله -والله أعلم بمن يستحق رحمته- كيان المجلس الأعلى الحاكم، ومات فى قلوب المصريين الحقيقيين، وأهالى الشهداء، وكل من فقد عينه بسببه، إثر الخطاب ال(تيييييت) وال(تييييت) لرئيسه. جاءت الوفاة بعد صراع قصير مع المرض منذ توليه مسؤولية اتضح أنها أكبر منه، وأنه غير أمين عليها. كان الفقيد يعانى من أمراض (الزهايمر)، حيث نسى أن الثورة هى التى أتت به بعدما كان مجهولا، وهى التى رددت الجيش والشعب إيد واحدة، رغم أنه كان يقول تمام يا فندم لجلادى هذه الثورة فى كل شىء، وكاد يتسبب (تواطؤه اللا إرادى) فى كارثة يوم موقعة الجمل، كما عانى الفقيد من (الصمم السياسى)، فلم يسمع الأصوات المخلصة التى طالما بحت أصواتها فى نصيحته، وتسببت (الهلاوس) التى تعرض لها فى اعتباره منتقديه أصحاب أجندات، وأصيب بهذيان وحمى شديدة جعلته يردد عبارات غريبة مثل كونه حمى الثورة، وأنه ليس بديلا عن الشرعية، وتميزت أيامه الأخيرة بارتباك شديد بعد أن تلطخت يداه بدماء مواطنين مصريين أبرياء عُزَّل كان يستطيع إنقاذهم وعدم إلقاء أوامر بقتلهم بالرصاص الحى والمطاطى والغاز السام حتى لحظة كتابة هذه السطور لكنه لم يفعل.. وستشيع جنازة الفقيد من ميدان روكسى بحضور لفيف من فلوله ولاعقى بيادته، فيما رفض الثوار الصلاة عليه، مرددين قوله تعالى «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب».