صحيفة «الجارديان» البريطانية رصدت موجة العنف الأخيرة التى اندلعت فى مصر، فى أعقاب احتجاجات كبيرة تجتاح مصر، وقالت إن الجيش استخدم القوة لتفريق مظاهرات حاشدة لأهالى دمياط أول من أمس (الأحد)، تسببت فى إصابة المدينة بالشلل لعدة أيام، ونقلت عن شاهد عيان قوله: «الوضع خطير للغاية، المعتصمون أغلقوا الميناء والطرق كلها فى المنطقة، ولا أحد يستطيع الدخول أو الخروج». وأوضحت أن الأهالى يحتجون على خطط لتوسيع مصنع لإنتاج الكيماويات، يتضررون من وجوده لتسببه فى سلسلة من الكوارث البيئية بما فى ذلك استنزاف الثروة السمكية المحلية، بينما يصر أصحابه على أن مصنعهم يلبى جميع معايير السلامة المشروطة. وانتقلت الصحيفة إلى أسوان، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الغاضبين، احتجاجا على مقتل «مراكبى» متأثرا بإصابته بطلق نارى، أطلقه عليه شرطى بعد خلاف نشب بينهما أول أيام عيد الأضحى، وسط مزاعم بأن المتظاهرين حاولوا قطع التيار الكهربائى من السد العالى فى أسوان إلى بقية البلاد، مما دفع السلطات إلى إعلان حظّر التجول، وتكثيف وجودها الأمنى فى المدينة الواقعة فى أقصى الجنوب المصرى. وأشارت «الجارديان» إلى أن أحدث موجات العنف التى تنتشر خارج القاهرة والإسكندرية وفى المناطق الريفية، تفرض مزيدا من الضغوط على المجلس العسكرى الحاكم قبيل الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها خلال شهر نوفمبر الجارى، بالتزامن مع المعارضة المستمرة لحكم الجنرالات. وأضافت أن استمرار احتجاز النيابة العسكرية للسجناء السياسيين، أثار مزيدا من الاحتجاجات فى العاصمة، وذلك بعد تجديد حبس علاء عبد الفتاح يوم الأحد الماضى لمدة 15 يوما أخرى، وهو ما يعنى أنه سيتغيب عن حضور ولادة أول طفل له، الذى ينتظر أن يرى النور قريبا، بينما يستمر إضراب المدون مايكل نبيل عن الطعام لأكثر من 80 يوما، بعد تأجيل إعادة محاكمته إلى 27 نوفمبر. وفى ختام التقرير ذكرت الصحيفة أن المتظاهرين تجمعوا مساء يوم الأحد الماضى، للتعبير عن رفضهم للمجلس العسكرى فوق كوبرى قصر النيل، الذى يمثل موقع أحد أهم معارك الشوارع بين المتظاهرين والشرطة، خلال الانتفاضة ضد مبارك مطلع هذا العام، وأصبح مرادفا لانتصار ثورة الشعب على قوات الأمن.