الرئيس السودانى عمر حسن البشير لا يولى مشكلات بلاده فى الداخل نفس القدر من الاهتمام لقمع المتمردين، بينما ينظر بحسرة إلى جنوب السودان منذ انفصاله فى يوليو الماضى، حيث يعانى السودان من أزمة اقتصادية، مستأثرا بمعظم إنتاج النفط السودانى. البشير اختار أول من أمس «الأحد» مدينة الكرمك آخر معاقل متمردى الحركة الشعبية لتحرير السودان فى ولاية النيل الأزرق المجاورة لدولتى إثيوبيا وجنوب السودان لصلاة العيد، معلنا من هناك تطهير الولاية «من دنس الحركة الشعبية». ومن الكرمك حذر البشير دولة جنوب السودان من عواقب عدم الالتزام بالعهود والمواثيق التى أبرمتها مع الخرطوم، فى وقت تقدمت بلاده بشكوى ثانية إلى مجلس الأمن الدولى، ضد هذه الدولة الوليدة، متهما إياها بتزويد متمردى الحركة بالصواريخ المضادة للطائرات والمضادة للدبابات والذخيرة والألغام الأرضية وقذائف المورتر. وفى إشارة، ربما تنذر بعودة الحرب مرة أخرى إلى المنطقة، حذر البشير حكومة جوبا، قائلا إنها «إذا لم تتوقف عن دعم وإيواء المتمردين، فإن السودان سيتصدى لذلك بحسم شديد». ومن جانبه، رفض جنوب السودان المزاعم بأنه يسلح المتمردين، حيث قال فيليب أجوير، المتحدث باسم جيش جنوب السودان: «هذا الاتهام كاذب، نحن لا نقدم إمدادات إلى أحد، الشمال يدعم المتمردين فى الجنوب ويريدون التغطية على ذلك». سليمان عثمان، المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال بولاية النيل الأزرق: «بعد انفصال الجنوب أصبح المتمردون فى الحركة الشعبية- قطاع الشمال فى النيل الأزرق وجنوب كردفان مستقلين، ولهم قيادة جديدة».