روسيا تريد أن تطمئن أيضا، لذا لأول مرة منذ عام 1928 أرسلت، أمس، القائم الرسمى بأعمالها فى القاهرة إيفان مولوتكوف، إلى حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة الصاعدة بقوة فى مصر ليطرح أسئلة الدب القطبى الساخنة. مولوتكوف سأل عن مدى حرص الإخوان على الوصول إلى الحكم، فرد الأمين العام للحزب سعد الكتاتنى فى هدوء بأنه لا يرغب فى الاستحواذ على الأغلبية فى البرلمان المقبل، لإيمانه بأنه لا توجد قوة سياسية تتمكن بمفردها من تسيير الأمور داخل البلاد خلال الفترة المقبلة، مدللا على ذلك بعدم ترشيح الحزب أكثر من 50% من عدد مقاعد البرلمان فى دورته المقبلة التى يجب أن تشهد تنوعا كبيرا من ناحية نوعية الأعضاء، لافتا إلى أن الحياة السياسية المصرية تم تجريفها من جانب النظام السابق، وهو الأمر الذى يزيد من أهمية التوافق بين جميع القوى السياسية المصرية، للمرور من تلك المرحلة التى تتطلب توافقا لا منافسة حزبية. الأقاويل التى تتردد حول رغبة حزب الحرية والعدالة فى تأسيس دولة دينية فى حالة حصوله على الأغلبية البرلمانية، أكد الكتاتنى عدم صحتها، موضحا أن بين الدولة الإسلامية والثيوقراطية التى لا يعرفها الإسلام خلطا، حيث تعتبر الدولة فى الإسلام أقرب ما تكون إلى ما يطلق عليه الدولة المدنية، أما سؤال قبول الإخوان المواطنة، فكانت إجابة الكتاتنى تقريرية أيضا «جميع المصريين متساوون فى الحقوق وفقا للشريعة التى تُعتبر الضمانة الحقيقية للأقباط داخل مصر، كما أنها تمثل ضمانة قوية لاستقرار الوطن»، مشددا على أن المصرى الذى يعيش داخل مصر مواطن له حق المواطنة الكاملة بصرف النظر عن ديانته، وأنه لا توجد درجات من المواطنة». المبعوث الروسى تحدث فى بداية زيارته عن أن الهدف منها هو تعرف رؤية حزب الحرية والعدالة لمستقبل مصر، وذلك عن طريق الاتصال المباشر مع الحزب بعيدا عن التشويه والاضطراب الذى يسيطر على ما تتناوله وسائل الإعلام حول تلك الرؤية، فأكد رئيس الحزب الدكتور محمد مرسى فى المقابل أهمية العلاقات مع روسيا الاتحادية، باعتبار روسيا إحدى الدول العظمى فى العالم، وتتمتع بحق الفيتو على قرارات مجلس الأمن، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية الروسية قديمة، داعيا إلى تنميتها خلال الفترة المقبلة. مرسى أشار إلى أن الإسلام والديمقراطية متوافقان، وأن الحزب يوافق على إقامة علاقات مع جميع التيارات الإسلامية ما دامت لا تؤمن بالتكفير أو العنف.