أكد الدكتور محمد مرسي رئيس حزب "الحرية والعدالة"، أن الإسلام والديمقراطية متوافقان، موضحا أن حزبه – الذراع السياسية ل "الإخوان المسلمين"- يوافق على إقامة علاقات مع كافة التيارات الإسلامية طالما لا تؤمن بالتكفير أو العنف. جاء ذلك لدى استقباله إيفان مولوتكوف القائم بالأعمال الروسية بالقاهرة، الذي قال إن الهدف من زيارته هو التعرف على رؤية حزب "الحرية والعدالة" لمستقبل مصر، عن طريق الاتصال المباشر مع الحزب بعيدًا عن التشويه والاضطراب الذي يسيطر على ما تتناوله وسائل الإعلام حول تلك الرؤية. وحول رؤية الحزب للسياسة الخارجية لمصر خلال المرحلة المقبلة، قال مرسي إن النظام السابق كان يدير السياسة الخارجية – كما الداخلية – بطريقة غير صحيحة، وإن العلاقات المصرية الخارجية بعد الثورة يجب أن تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وتبادل العلاقات الشعبية والثقافية والسياحية بين الشعوب. وشدد على أهمية العلاقات مع روسيا الاتحادية؛ باعتبارها إحدى الدول العظمى في العالم، وتتمتع بحق الفيتو على قرارات مجلس الأمن, مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية الروسية قديمة، ودعا إلى تنميتها خلال الفترة المقبلة. وأضاف مرسي أن هناك أوجه تشابه بين التجربتين المصرية والروسية وأن ألمانيا ما زالت تمر بالفترة الانتقالية رغم مرور 20 عامًا على تفتت الاتحاد السوفيتي – وذلك وفقًا لتأكيد السفير الروسي - الأمر الذي يطمئن كافة المصريين الذين يستعجل بعضهم مرور الفترة الانتقالية بمنتهى السرعة . من جانبه، أكد محمد سعد الكتاتني الأمين العام للحزب، أن "الحرية والعدالة " لا يرغب في الاستحواذ على الأغلبية في البرلمان المقبل؛ لإيمانه بأنه لا توجد قوة سياسية تتمكن بمفردها من تسيير الأمور داخل البلاد خلال الفترة المقبلة. ودلل على ذلك بعدم ترشيح الحزب لأكثر من 50% من عدد مقاعد البرلمان في دورته المقبلة التي يجب أن تشهد تنوعًا كبيرًا من ناحية نوعية الأعضاء، وقدرتهم على إصدار قوانين تصب في صالح الشعب المصري، على حد قوله. واتهم الكتاتني النظام السابق بأنه قام بتجريف الحياة السياسية المصرية، الأمر الذي يزيد من أهمية التوافق بين كافة القوى السياسية المصرية؛ للمرور من تلك المرحلة التي تتطلب توافقًا وليس منافسة حزبية. وأشار في هذا الإطار إلى التحالف الديمقراطي من أجل مصر الذي انضم له الحزب إلى جانب أحزاب متعددة الاتجاهات والرؤى السياسية، وذلك للوصول إلى تمثيل برلماني متوازن بين كافة الاتجاهات السياسية. وحول مدى صحة الأقاويل التي تتردد حول رغبة حزب الحرية والعدالة في تأسيس دولة دينية في حالة حصوله على الأغلبية البرلمانية، نفى الكتاتني هذا الأمر نفيا قاطعا، مشيرا إلى عدم صحة هذا الافتراض الذي تحرص بعض الأطراف على ترديده للإيحاء بصحته. وأكد أن هناك خلطًا بين الدولة الإسلامية والثيوقراطية التي لا يعرفها الإسلام، حيث تعتبر الدولة في الإسلام أقرب ما تكون إلى ما يطلق عليه الدولة الدينية، وشدد على على أن كافة المصريين متساوون في الحقوق وفقًا للشريعة التي تعتبر الضمانة الحقيقية للأقباط داخل مصر . كما أنها تمثل ضمانة قوية لاستقرار الوطن. وقال إن المصري الذي يعيش داخل مصر مواطن له حق المواطنة الكاملة، بصرف النظر عن ديانته وإنه لا توجد درجات من المواطنة.