مرت 9 أشهر على الثورة المصرية العظيمة.. التى استطاعت أن تخلع الرئيس مبارك وعصابته بعد 30 سنة من الطغيان، ورغم محاولات عصابة النظام من ترويع المواطنين عبر الانفلات الأمنى «المنظم»، وإطلاق البلطجية ومسجلى الخطر على المواطنين، والبث عبر إعلام النظام الرسمى والخاص الذى كان يسيطر عليه من تلفيقات لترويع المواطنين، ومنعهم من الخروج فى المظاهرات المطالبة بإسقاط ورحيل النظام. ولكن مرت الشهور.. ولم يعد الأمن بعد.. وهناك تواطؤ واضح من قيادات الداخلية الذين ما زالوا يدينون لوزير الداخلية السابق حبيب العادلى وعصابته الذين يتعمدون استمرار الانفلات الأمنى.. فى نفس الوقت الذى لا تفعل الحكومة شيئا «بل يصل بها الأمر إلى أن تشكر وزارة الداخلية على استعادة الأمن»، وكذلك غياب المجلس العسكرى.. وكأنهم قاصدون أن يعيش الناس غياب الأمن وانتشار البلطجة. ولعلى هنا أقدم جزءا من حوار أجراه الزميل عادل سعد مع أحد أمناء الشرطة فى مجلة «المصور» هذا الأسبوع.. وهو حوار كاشف فاضح لقيادات الشرطة عن حالة الانفلات الأمنى وتورط الداخلية فيه حتى الآن، ومعرفتهم بأسماء البلطجية.. وإمكانهم القبض عليهم.. لكنهم لا يريدون: ■ ضباط الشرطة هل رجعوا للعمل؟ - نعم بنسبة 90٪. ■ ولماذا لا يشعر الناس بوجودهم؟ - لأنهم يعملون بنسبة 10٪، كلهم يحضرون لإثبات أنفسهم وبعدها على البيت، ولم يعد هناك مرور على الخدمات، أيام العادلى كانت هناك أكثر من 15 جهة تمر على كل خدمة وتراقبها، يعنى المرور يبقى لسه ماشى ولم يصل إلى آخر الشارع، والمرور التالى يصل، وهكذا. ■ من السبب فى انخفاض كثافة الأمن؟ - القيادات والمراقبة على الخدمات أصبحت معدومة، والضابط بيروح وبيقول لي: روح أنت كمان، والوزارة عارفة. ■ أمناء الشرطة نزلوا ميدان التحرير الجمعة الماضية كيف استقبلهم الثوار؟ - صاحوا فى وجوهنا: خونة خونة، وبصراحة عندهم حق من اللى شافوه مننا أيام الثورة وقبلها. ■ أنت معترف بأن سلوكيات الأمناء كانت رديئة لهذه الدرجة؟ - حصل واللى يقول غير كده كذاب، وفى الميدان قلنا للناس سامحونا، إحنا غلطنا فى حقكم، واللى له ثأر عند واحد من الشرطة، إحنا هنساعده عليه طالما صاحب حق، لذلك لما دخلنا عليهم تانى، وكتبنا لافتات عليها، نحن متضامنون مع الثورة ومش عاوزين فلوس عاوزين تطهير الداخلية، رحبوا بنا. ■ أمناء الشرطة موصومون بأنهم مرتشون وأصبحوا أصحاب سيارات ميكروباص وبعضهم بنى عمارات فلماذا لا يطالكم التطهير؟ - الحرامية معروفين واحنا موافقين على تطهير عناصر أمناء الشرطة وكل الحرامية يسألوهم من أين لك هذا؟ ويدخلوا السجن، السؤال: من منع الداخلية من عمل ذلك؟ وعلى فكرة الحرامية معروفين والفساد لسه موجود. ■ ما الفرق بين فساد أمناء الشرطة الآن وزمان؟ - زمان كان الكل لازم يدفع، دلوقت صاحب الحق عينه جامدة، واللى ماشى سليم مايخافش، اللى بيدفع الغلطان، أو اللى عاوز يقضى مصلحة بسرعة، أنا قابلت واحد صاحبى من أيام كان فى جيبه 600 جنيه رزق فى يوم الإجازة، مر على الشغل وعملهم. ■ قصدك أنه حرامى؟ - ربنا أعلم بظروفه، وبعدين هيعمل إيه العيشة صعبة، وألف جنيه تعمل إيه؟ ■ دعنا نتحدث بصراحة أكثر لماذا يختفى الآن أغلب أمناء الشرطة؟ - لأن زمان كان مطلوب من كل ضابط 50 قضية تحرى، و50 قضية مخدرات، و50 قضية سلاح وهكذا، وأنا أنزل وأقبض على 10 أو 5 وهكذا، وعلى الضابط أن يكلفنى وأنا أنفذ، حاليا لا يطلب منى شىء ولو تصرفت من نفسى أتحاكم. ■ يعنى أنتم جاهزون للقبض على البلطجية؟ - يا جماعة إحنا عارفينهم بالواحد، ومستعدين قدام الشعب، كلفونا ونقبض عليهم فى أسبوع واحد. ■ ولو افترضنا أنك فى الشارع ولقيت بلطجى بيعتدى على واحدة؟ - الشهامة شىء والعمل شىء آخر، طبعا أتدخل، لكن البلطجى مش هيروح القسم، لأن الست طبعا هاتمشى، ولو رحت بالبلطجى وحده، الضابط هيحاكمنى ويسيب البلطجى. ■ ■ هذا ما قاله أمين الشرطة السيد طاهر.. فما بالكم لو اعترف أحد الضباط المطلعين على فساد الشرطة الذى لا يزال مسيطرا على الوزارة حتى الآن.