«ولكن يأبى الظالمون».. لم يزل مرشد الإخوان محمد بديع يشكر الثورة المصرية التى أتاحت له الفرصة أن يتنقل بين محافظات مصر، ليلتقى قواعد جماعته التى غاب عنها فى ظل العهد البوليسى للرئيس المخلوع مبارك، بديع قال فى إفطار جماعته ببنى سويف، أول من أمس، إنهم فى تلك الأيام من العام الماضى حاولت الجماعة أن تقيم إفطارا منعته الأجهزة الأمنية، فوصفهم بأنهم «مناع للخير معتد أثيم». فى قاعة «ليلتى» وبحضور سكرتير عام المحافظة، ومندوبين عن الكنيسة، وعدد من قيادات القوى السياسية والعشرات من أبناء المحافظة، قال المرشد إنه فى مثل هذه الأيام «تعمدوا أن يشاهدوا مسلسل الجماعة وفرجوا الدنيا عليه»، وكنا وقتها نشعر أن كل الأبواق مسلطة ضد الإخوان، ولم يسمحوا لنا بالرد، ولم يسمحوا لنا بقول الحقيقة، وجاءتهم الحسرة من بعد ظلم و«إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته». ولم ينس بديع، فى حديثه كالعادة، الأقباط، وقال إن الوصايا العشر فى سورة الإسراء هى نفسها فى التوراة والإنجيل، وأن المفكر القبطى رفيق حبيب، الذى انتخبه مجلس شورى الإخوان بالإجماع نائبا لرئيس حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسى للجماعة، سأله رفيق قبل الترشح للمنصب «هل لدى الإخوان مشكلة فى أن أظل محتفظا بعقيدتى؟»، فقال له المرشد «يحميها القرآن»، وتلا قوله تعالى «أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»، وفى الأحوال الشخصية «وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه». وأكد المرشد أن محاكمة حسنى مبارك جاءت فى الجزء الثالث فى قوله تعالى «وتنزع الملك ممن تشاء»، وهى الآيات التى يستخدمها المسلمون فى ورد الرابطة الإخوانى، وأضاف: شهوة الملك والسلطان تجعل الإنسان يقتل أهله وأقاربه، لأنها أخطر الشهوات. وحول لقائه مع رئيس تركيا عبد الله جول، قال إن جول قال له «رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر»، إذ قال له إن نهضة مصر أكبر، لأن جيش مصر معها، وفى تركيا فالجيش ضد الحكومة. عضو مكتب الإرشاد الجديد عن الصعيد، عبد العظيم الشرقاوى، أشار إلى أن اجتماع القوى السياسية فى بنى سويف على مائدة إفطار واحدة دليل على المحبة والإخاء فى أول لقاء بعد ثورة 25 يناير.