تبدأ مصر طريقها إلى التقدم، إذا اختارت طريق الدولة المدنية، وهذا الطريق يستدعى انتخابات حرة، والانتخابات تحتاج إلى تحالفات مدنية فى مواجهة التيارات الدينية، لكن هذه التحالفات، التى كان الدكتور محمد أبو الغار أحد الداعين إليها ومؤسسيها تفتتت قبل أن تبدأ. أبو الغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، علل تفتت التحالف الانتخابى لدعاة الدولة المدنية ل«التحرير» بقوله: المشكلة حدثت فى «الكتلة المصرية» بسبب صعوبة تطبيق نظام القوائم فى ظل وجود 15 حزبا، كل منهم يريد أن يتم ترتيب مرشحيه فى المركز الأول بالقائمة، خصوصا أن المركز الثانى يذهب إلى مرشح العمال وأكثر المرشحين «فئات»، ومع قلة المراكز المتقدمة بالقوائم انسحب الكثير من الأحزاب. أبو الغار لم ييأس، فقد بدأت اتصالات مع الأحزاب المنسحبة من الكتلة فى تحالف «استمرار الثورة» لعمل تنسيق انتخابى جديد فى بعض الدوائر، ورد على اتهاماتهم ل«الكتلة» بضم الفلول بقوله: كلمة «فلول» عائمة جدا ووضعنا قواعد واضحة وصارمة لقبول المرشحين، ومنعنا كل من خاض انتخابات 2005-2010 تحت مظلة الحزب الوطنى من الترشح على قوائمنا، بالإضافة لكل أعضاء لجنة السياسات وأمناء المحافظات والمراكز، بينما لم نستبعد 3 ملايين شخص كانوا يحملون كارنيه الحزب الوطنى مضيفا: «وأعتقد أن هذه القواعد عادلة وكافية وأكثر من كده هيبقى ظلم». الأب الروحى لأساتذة «9 مارس» يرى أن الفلول سيحصدون من 50 إلى 100 مقعد، مضيفا: «هم فاكرين إنهم لما يدخلوا البرلمان هيعملوا زى ما كانوا بيعملوا زمان، ميعرفوش إن الدنيا اتغيرت وسيجدون البرلمان القادم ثقيل الدم بالنسبة لهم». «التحالف الديمقراطى» يسيطر عليه الإخوان المسلمون، كما قال أبو الغار، مضيفا أنهم قوة كبيرة وقديمة ومنظمة، وبالتأكيد سيحصدون عددا كبيرا من المقاعد ولكن الانتخابات القادمة بها عوامل غير معروفة، فدائرة قصر النيل كان ينجح فيها النائب فى الانتخابات السابقة ب3 آلاف صوت، بينما فى الاستفتاء كان مجموع أصوات هذه الدائرة 82 ألف صوت. وهذه الشريحة التصويتية الجديدة غير معروف لمن ستذهب أصواتها، معتبرا أن اللعب على المشاعر الدينية عند المصريين سيكون عاملا مهما «لكن لدىّ شعور قوى أنه فى الفترة الماضية اكتسب الشعب المصرى من الوعى ما يجعله لا يصدق أنه إذا لم يصوت للإخوان سيكون ضد الدين». أبو الغار يقول إن الكتلة المصرية ستسعى للتنسيق مع تحالف استمرار الثورة، ومن الصعب تحديد مقاعدها، لكنه قد يكون من 50 إلى 60 مقعدا. أبو الغار أكد أنه لا خطورة من تولى حزب مرجعيته إسلامية الحكم إذا حافظ على كيان مصر كدولة حديثة مثل النظام فى تركيا، ولكن أفعال وأقوال الأحزاب الإسلامية فى مصر لا تتماشى مع النظام التركى وغير قادرة على تطبيقه والدليل عندما جاء أوردجان احتفوا به واستقبلوه فى المطار وعندما تحدث عن الدولة المدنية بوضوح «شتموه وقالوا ده كلام فارغ».