ليس عيبا أن يخطئ الحكم مرة ولا يرى لمسة يد ويتغاضى -دون قصد- عن احتساب ضربة جزاء. ومن قبيل حسن النيات وروح المحبة والتسامح والأخلاق الرياضية وسمو النفس أن نلتمس للحكم العذر فى عدم رؤية لمسة يد ثانية ويتغاضى عن احتساب ضربة جزاء أخرى، ولكن من العبط والسذاجة التصديق أنه لم ير الثالثة إلا إذا كان ضعيف البصر ومريضا بالعشى الليلى والاستجماتيزم والمية الزرقا والحمرا والخضرا والبرتقالى، وإذا كان الخطأ واردا فإن تكراره ثلاث مرات متتالية فى مباراة واحدة ليس له معنى أو تفسير إلا سوء القصد والنية المبيتة للإيذاء. فالزمالك بغض النظر عن أدائه السيئ فى مباراته أمام طلائع الجيش وأخطاء التشكيل والتغيير وسوء التصرف الفنى وغياب الحلول التكتيكية والمهارية لكسر دفاعات الخصم، تعرض لظلم واضح وفادح وفاضح، فمدافعو الجيش كانوا يلعبون كرة يد داخل منطقة الجزاء تحت سمع وبصر الحكم الذى لم يشعر للحظة بالذنب، بل وضح أنه يتلذذ برؤية لاعبى الجيش وهم يحرمون مهاجمى الزمالك من فرصهم بأيديهم. والقول هنا إن الزمالك استفاد فى مباراة المحلة من أخطاء الحكام وحصل فيها على هدفين لا يستحقهما، كلام فى غير محله فالزمالك أحرز ستة أهداف، والمباراة كانت سهلة وكان يُفضَّل لعبها دون حكام فلاعبو الزمالك لم يكونوا فى حاجة إلى خدمات الحكم وأخطائه فى ظل التعاون المفرط من قِبل فريق المحلة، كما أن خطأ حكم المحلة لم يكن متكررا ويتحمل المساعد جزءًا منه، أما جريشة فالخطأ معه تكرر ثلاث مرات ويتحمل المسؤولية كاملة. إذا استمر التحكيم على هذا المستوى المتدنى والمضمحل والمتغطرس والمتعامى والجاهل فإن الدورى لن يُستكمَل حتى لو لعب الأهلى والزمالك جميع مبارياتهما من دون جمهور، فالجماهير التى كادت تفتك بجريشة بعد المباراة لديها طاقة غضب وانفعال وهياج وظروف أمنية منهارة تسمح لها بأخذ حقها بالقوة، وبالمناسبة علينا أن لا نحمّل الشغب كله للجماهير، بل يتحمل الجزء الأعظم منه اتحاد الكرة ولجنة حكامه بدليل أن 80 ألف مشجع حضروا نهائى الكأس فى الاستاد وخرج فريقهم مهزوما وضاع حلمهم الكبير إلا أنهم خرجوا فى هدوء ولم يفعلوا ما قام به 15 ألف متفرج حضروا مباراة الجيش. يا جماعة قبل أن نطلب من الجماهير احترام القانون والتحلى بالروح الرياضية عند الهزيمة علينا أولا أن نُعمِل العدل. ضحكت كثيرا عندما سمعت الكابتن محسن صالح يفرط فى مجاملته لزميله فى الاستوديو الكابتن فاروق جعفر والمدير الفنى لطلائع الجيش فى أوقات الفراغ، ويؤكد أن شيكابالا كان يتعمد تنشين الكرة فى يد مدافعى الجيش وهى تخريجة من واحد مزاجه عال.. صباحو فل يا كابتن محسن. إلا أن كل هذا لا يمنع من القول إن الزمالك يستحق الخسارة لا للأخطاء الفنية أو العشوائية أو الجريمة التى يصر على ارتكابها حسن شحاتة كل مباراة بإبقاء أحمد حسن فى الملعب أكثر من العمر الافتراضى لصلاحيته المكتوبة على العبوة ولكن بسبب الجريمة الإدارية البشعة التى وقعت قبل مباراة الطلائع عندما نسى المسؤول أن يحضر الشرابات الخاصة بطاقم الملابس الجديد، وهو سلوك لا يصدر عن ناد محترم يسعى للفوز بالبطولة ويقدر قيمة العمل الإدارى المحترف باعتباره السبيل الوحيد للنجاح، فمن دون نظام لن تكون هناك بطولة. ومن موقع حبى وحرصى على الكابتن حسن شحاتة أطالبه بأن يتدارك الأخطاء الإدارية وألا يترك نفسه ومصيره وتاريخه ومستقبله يضيع مع هذه الإدارة، وبأن يستخدم نفوذه وسطوته ويصلح من الشأن الإدارى للفريق، فمن العيب أن يدرب المعلم، أعظم مدرب فى تاريخ إفريقيا، فريقا بيلعب من غير شرابه!