حتى لو أحرز عشرة أهداف فى مباراة اليوم، هل الضجة المثارة حول اللاعب البنينى رزاق طبيعية؟ وهل الفزع الذى نعيش فيه منذ فكر الزمالك فى التفاوض معه منطقى ويحدث مع الآخرين؟ هو فيه إيه؟ سؤال يقفز إلى رأسك وأنت تقرأ وتتابع الأخبار السلبية المتلاحقة عن اللاعب، فمن أول طلعة عندما أعلن الزمالك عن التفاوض معه قبل ثلاثة أشهر، ونحن نسمع كلاما كبيرا عن عظمة اللاعب وقدراته الخارقة وموهبته الفذة وسرعته الصاروخية وأهدافه اللولبية ورأسه المرزبية، وتم تسويقه على أنه من المحبين للزمالك والحالمين بالتدريب على يد حسن شحاتة، أعظم مدرب فى إفريقيا. وزاد من الحلاوة أن اللاعب حر طليق ولن يدفع الزمالك فى شرائه مليما أحمر، فالصفقة مستوية، والطبخة جاهزة ولا يوجد ما يعكر صفوها، فالأهلى غائب عن المنافسة بعدما أحكم المفاوض الزملكاوى قبضته على اللاعب، ولا يبقى إلا أن يسرع الزمالك فى الاتفاق على الراتب الذى سيحصل عليه رزاق، وبعد أن تم نفخ البالونة وتظبيط العمة على راسنا، وبينما كنا ننتظر إعلان الخبر بين لحظة وأخرى، فجأة طلب المعلم عدم التعاقد لحين اختبار اللاعب فنيا ورؤيته بالعين المجردة، لا بفاكسات السماسرة من الخارج ومندوبيهم من الداخل، وعشنا أسبوعين من العذاب والضنا والشد والجذب بين شحاتة والسماسرة المعينين فى مجلس الإدارة، وانتهت المعركة بموافقة شحاتة على شراء البطيخة، وإنت وحظك فى البيت لطلعت حلوة ونفخت صدرك قصاد العيال وامهم، أو وحشة وفضل صدرك مطبق. بعدها كانت المفاجأة عندما علمنا أن اللاعب متعاقد مع نادٍ سويسرى وأن الكلام عن حريته فى التعاقد وانضمامه إلى الزمالك كلام بيضحكوا بيه علينا، ومن المفترض والطبيعى أن يخرج الزمالك من الصفقة ولكن العكس كان صحيحا، حيث تمسك السماسرة العاملون فى الإدارة مدعمين برغبة المعلم -سليم النية- لإكمال النصبة -عفوا الصفقة- ولم يثنهم عن عزمهم ما تم اكتشافه من أن عقد اللاعب مع النادى السويسرى لمدة 6 أشهر فقط، وهو ما يشير إلى أن النادى الأوروبى لا يثق فى اللاعب للدرجة التى تدفعه لإبقائه، وهى مدة تدفعك للشك فى اللاعب والنادى والسمسار والكل كليلة، ولكن هذه الأمور لم تلفت انتباه مسؤولى الزمالك ومعلمهم وواصلوا التفاوض، وكانت الفضيحة التى لم تأخذ نصيبها فى الإعلام عندما قام الزمالك بشراء رزاق من النادى السويسرى مقابل 150 ألف دولار قبل شهرين من نهاية عقده، وعندما تحاول أن تبحث عن إجابة عاقلة عن السبب فى هذه المسخرة سيكون الرد: لا تسأل عن أشياء إن تبد لك تضرك. وبحمد الله تعاقد الزمالك مع رزاق وسابق الزمن وتم قيده صباح مباراة الزمالك والحرس فى الدور قبل النهائى لكأس مصر، وانتظرنا أن يطلق المعلم شحاتة القنبلة فى نهائى البطولة، ولكنه فجر القنبلة فى جماهيره وخسر الكأس ولم يشرك فلتة زمانه رزاق، ثم جاء الفصل الأخير من المسخرة قبل ثلاثة أيام من مباراة اليوم أمام المحلة، عندما هدد اللاعب بفسخ عقده مع النادى إذا لم يحصل على كامل مستحقاته من الدفعة الأولى لعقده، ولم تفلح عيون شحاتة التى يسحر بها اللاعبين المحليين أو طيبته المفرطة، فى تهدئة اللاعب رزاق ووكيله وطابور المنتفعين فى الإدارة، فالحكاية من أولها إلى آخرها نصب فى خطف. من هنا لا يمكن أن نفصل اللاعب عن سياق الأحداث التى جاء فيها وتاريخه الغامض مع الأندية وعقده المريب مع النادى السويسرى، فحتى لو أحرز اليوم عشرة أهداف، فإنه لن يعيش أكثر من يومين، ولو حدث سيكون أفضل من المقلب البرازيلى جونيور لاعب الأهلى، وهذا ليس تسرعا فى الحكم عليه لسوء أدائه فى مباراة الحرس، ولكنها البيانات والإحصائيات وتاريخه السيئ مع الأندية الأحد عشر التى لعب لها خلال عشر سنوات، ثم اللغط الذى ثار حول الصفقة والفلوس الضخمة التى دفعها الأهلى لشرائه أو التى حصل عليها اللاعب ووكيله ومندوبه داخل الأهلى.