بعد غد تتم صفقة تبادل الأسرى بين كل من الفلسطينيين والإسرائيليين، ولأن الصفقة لها مؤيدوها ومعارضوها فلم يمر اليوم الأحد إلا وقد شهد أحداثا زادت من حدة التوتر. منزل يعقوب نئمان وزير العدل الإسرائيلي كان هدفا لاقتحامات المتشددين اليهود الرافضين لإطلاق سراح 1027 معتقلا فلسطينيا الذين شملتهم الصفقة واعتدى المتطرفون على أفراد الحراسة بالمكان، مرددين هتافات ضد الوزير والإفراج عن الأسرى. باروخ مارزيل الناشط اليميني البارز قال أن نئمان لم يفعل شيئا خلال فترة منصبه والقرار الأول له إطلاق سراح أكثر من ألف إرهابي فلسطينى، وعلى بعد عدة كيلو مترات كان منزل الرئيس الإسرائيلي قبلة للاحتجاجات اليوم . الاحتجاجات ضد الصفقة مستمرة منذ الإعلان عنها، لكن في المقابل ما زالت اللقاءات لإتمامها مستمرة أيضا على 3 محاور «إسرائيل ومصر وغزة» وفقا لوسائل الإعلام العبرية التي أشارت إلى قيام دافيد ميدان مبعوث تل أبيب بزيارة القاهرة مساء أمس لوضع اللمسات الأخيرة عليها بينما عقد وزير دفاعه جلسة مناقشات مع رئيس الأركان ومسئولين عسكريين حول نفس الأمر اليوم. وميدانيا بدأت مصلحة السجون بتل أبيب اليوم نقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم وتجميعهم بسجن كتسيعوت، جنوب الأراضي المحتلة، وسجن هشارون بشمالها ونشرت المصلحة قائمة بأسماء ال 477 معتقلا الذين سيطلق سراحهم كمرحلة أولى بالصفقة وتضم تفاصيل عن العائدين إلى عائلاتهم ومنازلهم بالضفة الغربية وقطاع غزة ومن سيتم إبعادهم للخارج . «المخابرات المصرية قامت بمعجزة» هكذا نقلت صحيفة هاآرتس عمن وصفتهم بمسؤولين مصريين بارزين مضيفة عنهم القول إن «نجاح المخابرات المصرية باتمام الصفقة هو أمر كالمعجزة»، لافتين إلى أن الحديث يدور عن «64 شهرا من المباحثات الصعبة والمكثفة والتي أدرأت القاهرة معظمها كما شارك الوسيط الألماني بدوره في تلك الصفقة»، مشيرين أيضا إلى أن التغير في موقف حماس تجاه صفقة الأسرى خلال الشهور الأخيرة يرجع لعدة أمور أولها اتفاق المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس وضعف نظام الحكم السوري، علاوة على التنازلات الثنائية التي قامت بها حماس وإسرائيل حول الموضوع مختتمين تصريحاتهم بالقول أن «معظم اللقاءات الخاصة بالمفاوضات تمت في المخابرات العامة بالقاهرة». من جانبها، قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن باريس اقترحت على القاهرة إرسال طائرة لها لنقل جلعاد الذي يحمل الجنسية الفرنسية إلى تل أبيب لكن مصر لم تكلف نفسها عناء الرد على الاقتراح وفقا لمعاريف .