■ شهادة للتاريخ أرفعها فى وجه من يسعون لتشويه نضال شباب 6 أبريل وحركة كفاية.. سنوات طويلة عايشت إخلاصهم وإشعالهم لثورات الاحتجاج والغضب ضد النظام السابق، وتحديهم وصلابتهم ومطاردات أمن الدولة لهم.. هل كان يملك وثائق إدانة ضدهم ولم يستخدمها لسحقهم؟! هل هناك منطق أو عقل يصدق؟! إنهم من القوى الوطنية الرئيسية التى مهدت الأرض لقيام ثورة 25 يناير، التى تدار الآن خطط شيطانية للقضاء عليها وإشعال الفتن بين المصريين والثوار، وكلما أوشكت حيل المراوغة على تحقيق أهداف الثورة اخترعت حجج ومبررات جديدة لتبقى الأمور على ما هى عليه، ولإخفاء رموز النظام وتبرئتهم وربما وضع الشعب مكانهم!! إذا لم تكن النية مبيتة للتشهير بالشباب ألم يكن الحوار معهم وسؤالهم عما بدا مقلقا لحمايتهم، ألم يكن هذا واجبا إذا كانت هناك إرادة وطنية حقيقية لحماية الثورة؟! ثم ألم يكن أغلب شباب الأحزاب والجماعات الوطنية وعلى رأسهم شباب الحزب المنحل، ألم يكونوا جزءا من حركة شباب العالم وشركاء فى منتديات وتدريبات وحوارات وزيارات؟ ■ تساءلت من قبل عن المسؤول عن ترك الفوضى تضرب وتزلزل استقرار مصر، وتحميل الثوار مسؤوليتها ومسؤولية القضاء على اقتصاد كان فى الأصل عاجزا وفاشلا، وتساءلت عن المسؤول عن فرض الاستسلام والعجز على قوات الأمن والشرطة العسكرية كأنهما والجيش كله أضعف من قوى وميليشيات الفوضى التى أطلقوها على المصريين، وأشرت إلى تصريحات لمسؤولين كبار وأمناء بالشرطة، منهم اللواء حامد عبد الله أن لدى أجهزة الأمن إن لم يكن 100٪ فلديها 99٪ من أسماء وعناوين هذه الميليشيات، فما المهمة المطلوبة منهم، التى من أجلها لا يقبض عليهم؟! مخطط الفوضى يستكمل الآن بتصاعد للعنف لم يكن معروفا ولا من طبيعة الشخصية المصرية، وتصاعد التحريض ضد الثورة ربما يجعل جموعا من المصريين ممن كانوا يحلمون بالتغيير ينضمون إلى أصحاب المصالح فى الخلاص من الثورة، وتمنى عودة أيام الفساد والاستبداد وكل ما كان يطلق عليه استقرار. ■ ملاحظتان تلفتان النظر: متى كان سكان مصر مسلحين فى بيوتهم وأماكن عملهم بالسيوف البيضاء وزجاجات المولوتوف؟ وكيف توافرت فى التو واللحظة هذه الكميات الهائلة من أسلحة العنف التى هاجموا بها المظاهرة، التى تحركت من التحرير لتقدم مطالبها للمجلس الأعلى؟- نشرت «الشروق» الإثنين 25 يوليو اعترافات أهالى العباسية أن من هاجموا المتظاهرين هم مجموعة من البلطجية ومسجلى الخطر من منطقة العباسية والمناطق المجاورة، مثل الوايلى والدويقة استقدمهم ضباط قسم الوايلى للاعتداء على المتظاهرين، وأنه كانت لديهم حالة إصرار وحماس غريبة لضرب شباب التحرير الذين كانوا يهتفون أن مظاهرتهم سلمية ولا يحملون سوى الأعلام واللافتات. تستكمل الملاحظة السابقة مكالمة من د.على أحمد إسماعيل من المنصورة أنهم فى أثناء اعتصامهم بأحد الميادين هناك فوجئوا بهجوم جماعات غريبة عليهم، وبالقبض على واحد منهم اعترف أنه كان من مجندى الداخلية الذين سرحوا قبل خلع الرئيس السابق، وأنه قبل موقعة الجمل تم استدعاؤهم من أجهزة الأمن وتزويدهم بالأسلحة وبأموال عرفوا أنها من رجال الأعمال بالحزب الوطنى ومن حيتانه وأثريائه، ووضعت لهم خطط لأعمال العنف والبلطجة ضد المتظاهرين. ما زال السؤال مطروحا: من أدار مخطط الفوضى التى ترك المصريون يواجهونها وحدهم منذ قيام الثورة، تلك الفوضى التى تطورت الآن لتصبح عنفا مفرطا؟! ■ من ترك قطاعا كبيرا من الإعلام الخاص والرسمى يدير مخطط تفتيت مصر وإنهاك الثورة وخلق مواجهات ومعارك مفتعلة وترك الشاشة والميكروفون لحالة نادرة من إشاعة الفوضى والعنف والانقسام دون أن تكون مبادئ ثورة 25 يناير حاكمة ومانعة لأى تشويه للثورة ووحدة الثوار؟! ومتى كان احترام الحريات يعنى حرية هدم الثورة؟! انتظر المصريون استجابات تكذب مخاوف ووقائع كثيرة، فى مقدمتها أن من تسلموا الحكم من النظام المخلوع هم فى النهاية جزء منه، وأنهم ينفذون مهمة حمايته وحماية أنفسهم من تمادى واكتمال الثورة. بعد ستة أشهر عندما تظل جريمة عظمى بحجم وبوضوح قتل الثوار بلا قاتل واحد إلا أمين الشرطة البائس الهارب، هل يخطئ الشعب عندما يبحث عن أصحاب المصلحة فى حماية القتلة وعدم استكمال أوراق القضايا ووثائق الاتهام؟ أحدث اعتراف كان للمستشار أشرف زهران، عضو نادى القضاة، ل«الدستور» 25 يوليو: (الحكومة ورطت القضاء بعدم تقديمها أدلة كافية لإدانة المتهمين بالقتل والفساد). وعن عدم الاعتراف بالشرعية الثورية وتفعيل قانون «جريمة الغدر» الذى ينطبق حرفيا على ما ارتكب فى عصر مبارك من جرائم، ابتداء من إفساد الحكم والحياة السياسية، واستغلال النفوذ والتأثير على القضاة واللعب فى أسعار العقارات وسائر الجرائم الأكثر فسادا وإفسادا التى هددت بإبادة الجماعة المصرية كما قال أستاذ القانون الجليل د.فؤاد رياض. بالصدفة شاهدت بنفسى الحوار الذى قيل إنه تحول إلى مذبحة للمذيعة المحترمة الجادة دينا عبد الرحمن، وكان الحوار شديد التهذيب والموضوعية والمهنية ونموذجا لحق الإعلامى فى استقصاء الحقيقة ووضعها أمام مشاهديه. وجاء الهجوم الذى لا يليق من المتحدث والتطاول على ما تقدمه وعلى ما كتبته الكاتبة الكبيرة نجلاء بدير لتكتمل حلقات المأساة وإدارة الفوضى وتصعيد العنف بتهديد حرية الإعلام الجاد، وترهيب حق انتقاد سياسات وبيانات ولغة المجلس الأعلى، والتهديد بصعود ديكتاتورية جديدة!! وكان الأولى بهم أن يخرجوا ببيان تهدئة يطهر أيديهم وضمائرهم وتاريخهم من أى مسؤولية عن وزر وخطيئة المحاولات الفاشلة -بمشيئة الله- لوقف مسار الثورة. بيان يعلن أمام المصريين خريطة طريق لتلبية مطالب الثورة، التى حدث كل ما حدث بسبب عدم احترامها، ويعلن المدى الزمنى لتحقيقها واستقرار الشرعية الشعبية وتسليم الحكم لها. ■ أثق أن الولاء الوطنى لدى الشرفاء والأمناء والمقاتلين العظماء فى جيشنا أكبر وأعظم من الولاء لنظام ولقيادة دمرت وأحرقت وطنا بأكمله، لذلك ينتظر المصريون فى هذه اللحظات المصيرية من مسيرة ومصير الحدث الأعظم فى تاريخ مصر الحديث ما يفصل بين «الولاءين» وينهى مخاوف تتشكك أن ولاء بعض القادة للنظام الذى كبروا فى أحضان منظومته أكبر، وأنهم تسلموا المهمة حماية للنظام لا الوطن!! إسقاط الهواجس والمخاوف وإنهاء الفوضى والعنف والتقسيم والتخوين واسترداد أمن المواطن وثقته فى ثورته. إصدار بيان عاجل يستعيد أرصدة الثقة التى لا نريدها أن تنفد، ويؤكد احترام الشرعية الثورية وتلبية مطالب الثوار التى كانت فى إطار هذه الشرعية، ويؤكد أن الولاء للوطن أكبر من كل ولاء بكل ما يستتبعه ويفرضه هذا الولاء من تجليات للعقيدة الوطنية من انتماء واحترام للشعب وإرادته وثورته.