«ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما»، رغم أن التوجيه القرآنى يحمل النهى عن كل أنواع الأذى للوالدين،إلا أن الجريمة التى وقعت فى حدائق القبة لم تمنع الشقيقان من أن ينشبا أظافر الموت فى جسد والدهما العجوز الذى أفنى عمره على حياة أولئك المسوخ الذين يرتدون أثواب البشر، ولم يمنعهم حقدهم الحارق من أن يسددوا لوالدهما 7 طعنات نافذة بالرأس، و 3 طعنات قاتلة بمنطقة الصدر أودت بحياته على الفور. رجال مباحث قسم حدائق القبة إنتقلوا إلى منزل المجني عليه بناءا على البلاغ الذى تقدم به نجلاه و يفيد بالعثور على جثة والدهما عند عودتهما إلى الشقة من الخارج، وبالمعاينة تبين أن الجثة ملقاة على ظهرها بصالة الشقة من جهة اليسار، ولا يوجد آثار عنف بمنافذ الشقة، كما عثر بجوار الجثة على قطعة خشبية «مولة سرير» ملفوفة بالقماش، وبإخطار اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة أمر بتشكيل فريق من رجال البحث الجنائي أشرف عليه اللواء أسامه الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أسفرت تحرياته عن كذب رواية نجلى المجنى عليه، ودلت التحريات أن خلافا نشب قبل الحادث بيومين بين الأب وأولاده فقام الأب بتوبيخهما وطردهما من المنزل، فما كان من المتهمين إلا أن توجها إلى المنزل مرة أخرى ونشبت بينهما وبين المجنى عليه مشاجرة تدخل على أثرها المتهم الثانى إسلام، طالب، وتعدى على والده بقطعة خشبية «مولة سرير»، فطرحه أرضا، حتى تمكن المتهم الأول و الذى يعمل بمشروع مترو الأنفاق من تسديد عدة طعنات إلى صدر و رأس المجنى عليه أودت بحياته فى الحال، ثم قاما المتهمان بالإستيلاء على 17 ألف جنيه من داخل غرفة نوم والدهما، قبل لأن ينصرفا الشقيقان من الشقة، و يتخلصا من السكين المستخدم بإلقائه بإحدى مقالب القمامة، ثم سلما المبلغ المسروق لوالدتهما هدى . إ 51 سنة، وبالعرض على نيابة الحدائق أمرت بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وإستعجال تقرير الطب الشرعي، وتكثيف جهود البحث عن الأم لسؤالها.