«طب ما يمشى، ما كلنا بنمشى فى الشارع». تلك كانت إجابة المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدى عاكف، عن كل التساؤلات والاستفسارات، التى وردت إليه من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأوروبا، حول زيارة المشير الشهيرة إلى وسط المدينة، مرتديا الزى المدنى، موضحا أن «الشعب المصرى أقوى، وأوعى من المشير، ومن المجلس العسكرى، لأنه يحمل دينًا، ويحمل رسالة، وحرية»، مشددا، فى الوقت نفسه، على أن أحدا «لا يستطيع اليوم هزيمة الشعب المصرى»، كما أنه «لا توجد قوة تستطيع أن تغفل مبادئ وأهداف الثورة». جاء ذلك، خلال المؤتمر الجماهيرى الحاشد، الذى عقدته جماعة الإخوان المسلمين، فى البحيرة، مساء أول من أمس، بمناسبة افتتاح مقر الجماعة فى مدينة كفر الدوار، بحضور عدد من قياداتها ورموزها، وكوادر ذراعها السياسية (حزب الحرية والعدالة) هناك. «كل المفسدين قالوا (لا) للتعديلات الدستورية»، هجوم نارى، وإن جاء متأخرا نوعا ما، شنه عاكف على من صوت بالرفض، فى الاستفتاء الذى أجرى فى مارس الماضى، لافتا إلى أن الشعب، أثبت عظمته، فى ذلك الاستفتاء، حيث قال نعم، وأصبح وعيه فوق وعى النخب «وهذا من فضل الله على هذا الشعب». من جانب آخر، يرى عاكف عدم جواز مطالبة الحكومة، أو المجلس العسكرى، بأى مطالب، خلال الفترة الانتقالية، لكنه نوه بأن المطلب الوحيد الضرورى، هو أن «تنتهى الفترة الانتقالية»، وبعدها يمكن لكل فئة من فئات الشعب، أن تطلب ما تشاء.. الصحافة والإعلام، كان لهما النصيب الأوفر، من انتقادات عاكف، معتبرا أن عددا من «المليونيرات» يملك صحفا، وقنوات فضائية «ليفسدوا هذا الوطن، ويحبطوا همم هذا الشعب»، على حد قوله. القيادات المهاجرة من الإخوان، خلال الفترة الماضية، مثل الدكتور محمد حبيب، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، لم تسلم أيضا من تعليقات عاكف، مشيرا إلى أن الأول، كان النائب الأول للمرشد العام، وعضو مكتب الإرشاد طوال 24 عاما «طيب عايز إيه تانى؟»، منوها فى هذا الصدد، بأن حبيب، كان أحب الناس إليه، ولا يزال يذكره بكل خير ولا يسمح لأحد أن يذكره إلا بالخير، قبل أن يقول بوضوح «الدكتور حبيب اختار لنفسه هذا الطريق، فليس هناك من هو فوق الجماعة، ولا صوت يعلو فوق صوتها». لكن عاكف، اعتبر الدكتور محمد حبيب، يعادى الإخوان «بيطلع فيهم القطط الفاطسة»، قبل أن يعتبره أحد «المفتونين» فى تاريخ الجماعة، مثل شباب محمد فى عام 1936، وأحمد السكرى عام 1946، والشيخ الغزالى، إلا أن رسالة الإخوان، فى رأيه، «ظلت راسخة عالية رغم كل الفتن».. وبخصوص المرشح المحتمل للرئاسة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، قال عاكف إن الأخير «حضر الاجتماع، الذى قرر فيه الإخوان المسلمون، لكنه خالف القرار، وأعلن ترشح نفسه للانتخابات»، قبل أن يضيف بحسم «هو (يقصد أبو الفتوح) حر، ولكنه ليس منا، ولسنا منه، والجماعة فوق الجميع، لأنها الباقية».