لا أخفي دهشتي وعجبي من العلاقة الشاذة بين اتحاد الكرة والزمالك، الأول يمارس القهر والظلم والثاني يستمتع ويتلذذ ويطلب المزيد، فالظلم يشبع رغباته ويرضي أهواءه ويزيد من نشوته. ففي الصيف الماضي كانت قصة جدو الذي تم تمديد عقده مع الاتحاد بالمخالفة للوائح حتى يتم إلغاء عقده مع الزمالك الذي مارس مسؤولوه غباءهم وكادوا يسجنون بسبب أخطائهم الإدارية ليستقر اللاعب كما هو معروف في الاهلي، وطوال الموسم الماضي انتهك التحكيم شرف الزمالك عشرات المرات وهو ما أحصيته لكم أول من أمس كورة كورة، هدفا هدفا، أوفسايد أوفسايد.. والآن جاء الدور على المتعة الصيفية وليس ألذ أو أمتع من أن يلعب اتحاد الكرة في الأساس، وأساس الزمالك هذا الموسم هو شيكابالا أمهر لاعب في مصر ومفتاح فوزه في أغلب مباريات الدوري وهو أيضا الفرخة التي ستبيض ذهبا إذا أحسن بيعه. قصتنا الجديدة بدأت قبل 48 ساعة من نهاية الموسم عندما أرسل الزمالك إلى منطقة الجيزة عقدا صحيحا بتوقيع شيكابالا وبصمته على التجديد لمدة 3 سنوات بالمبلغ الذي طلبه اللاعب، وهو العقد الذي وقع في عهد ممدوح عباس، وبالفعل اعتمدت منطقة الجيزة العقد وأرسلته إلى لجنة شؤون اللاعبين في اتحاد الكرة، أي ذهب إلى مقشة الاتحاد وسوستته الكابتن مجدي عبد الغني (والمقشة نسبة إلى واقعة تاريخية للكابتن مجدي عندما جرى خلف جماهير الأهلي بالمقشة وقت أن كان لاعبا، أما السوستة فتعود إلى 3 سنوات سابقة عندما فتح سوستة سرواله اعتراضا منه على كلام لم يعجبه من سمير زاهر). المهم أن لجنة شؤون عبدالغني رفضت اعتماد العقد بدعوى التأكد من صحة توقيع اللاعب.. فرد الزمالك بأن هناك بصمة تجب التوقيع فابتكرت لجنة عبدالغني سببا جديدا وهو عدم وضوح ما إذا كان اللاعب سيتقاضى راتبه على العقد الجديد أم القديم، فردوا: الجديد.. فكانت الإجابة: آسفين يا حلوين سيتم تشكيل لجنة لبحث الموضوع.. هو إنتوا فاكرينها سبهلله ده شيكابالا عايزين نخلصكم منه ونخلص. والحكاية هذه المرة أكبر وأهم وأعمق من القهر، بل زاد عليه هذه المرة مصلحة مباشرة لأحد أعضاء اتحاد خالتي زهرة الذي أجرى اتفاقا سريا مع نادي الشباب السعودي بتسهيل بيع شيكابالا لهم بأقل سعر.. فعدم اعتماد عقد اللاعب يعني أنه لم يبق له مع الزمالك سوى نصف موسم لذلك سيكون النادي مجبرا على البيع بأبخس الأثمان وهو ما يحقق المصلحة للأطراف الثلاثة: اللاعب والشباب السعودي وعضو اتحاد الكرة إياه.. أما الزمالك فكفاية عليه اللذة. إننا هنا أمام واقعة سافرة تتوفر فيها جميع أركان المؤامرة والظلم والقهر من اتحاد الكرة وقلة الحيلة والخيابة والعبط من إدارة الزمالك التي يقاتل أغلب أعضائها على البقاء والاستمرار في مقاعد تم اغتصابها بالتعيين الإجباري من رجل العهد البائد المهندس حسن (كاره الزمالك) صقر.