الإمبراطور والصاروخ والأخطبوط يتلاعبون بأولياء الأمور والشمع الأحمر يلاحقهم.. وأباطرة السناتر يلجأون إلى 3 حيل للتلاعب على قرارات التعليم والضبطيات القضائية رغم محاربة وزارة التربية والتعليم ظاهرة الدروس الخصوصية وتشكيل لجنة للضبطية القضائية لإغلاق مراكزها وتحويل المعلمين الذين يعملون بها للشؤون القانونية، فإن هذا لم يمنع عددا من المعلمين من ترك وظيفتهم بالمدارس من أجل العمل فى مراكز الدروس الخصوصية، ولم يمنع هذا أيضا الطلاب من الاصطفاف أمام تلك المراكز بحثا عن تحصيل أكبر مجموع فى الثانوية العامة، حتى أصبحت "السناتر" بمثابة منظومة تعليم موازية للمدارس النظامية، وتحولت إلى استثمار يدر المليارات على العاملين فيه، إذ تشير تقديرات الخبراء إلى أن الأسر المصرية تتكلف نحو 30 مليار جنيه سنويا، فى الإنفاق على الدروس الخصوصية بجميع مراحل التعليم قبل الجامعى. وكانت وزارة التربية والتعليم، قد ادعت عام 2012 أن تعديل نظام الثانوية العامة من نظام العامين إلى العام الواحد، سيخفف من أعباء الدروس الخصوصية ويوفر نحو 14 مليار جنيه سنويا على الأسر التى تضطر إلى تحملها فى السنة الثانية من الثانوية العامة باعتبارها نصف شهادة، ورغم تعديل نظام الثانوية العامة، فإنه لم وكانت وزارة التربية والتعليم، قد ادعت عام 2012 أن تعديل نظام الثانوية العامة من نظام العامين إلى العام الواحد، سيخفف من أعباء الدروس الخصوصية ويوفر نحو 14 مليار جنيه سنويا على الأسر التى تضطر إلى تحملها فى السنة الثانية من الثانوية العامة باعتبارها نصف شهادة، ورغم تعديل نظام الثانوية العامة، فإنه لم يتغير شىء أو تتأثر ظاهرة الدروس الخصوصية. ومع تفاقم أزمة الدروس الخصوصية تقدم البعض بمقترح تعديل قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981، بحيث تجرم الدروس الخصوصية، ويعاقب المعلم الذى يضبط متلبسا بإعطاء درس خصوصى بعقوبات تأديبية، ويشمل القانون فرض عقوبات مالية كبيرة والحبس للمراكز غير المصرح لها من الوزارة، للتعامل مع الطلاب من سن 6 سنوات إلى 18 سنة، والممارسين لمهنة التدريس بدون تصريح، إلا أن هذه التعديلات لم تر النور بعد. حيل وأبواب خلفية وبالتزامن مع تلك الإجراءات، تشن وزارة التعليم ضبطيات على سناتر الدروس الخصوصية بالقاهرة والمحافظات مؤكدة أنها تعمل بالمخالفة للقانون، إذ تقوم بإغلاقها بالشمع الأحمر ورد المبالغ المالية المحصلة للطلاب وإحالة أصحابها لجهات التحقيق، لكن الأزمة تتعقد مع وجود أكثر من باب خلفى لمافيا الدروس الخصوصية، كمراكز اللغات والكمبيوتر والجمعيات الخيرية والمراكز التابعة للمساجد، كحيل جديدة للتلاعب على قرارات وضبطيات الوزارة. الحيلة الأولى التقدم بطلب لترخيص مركزا للغات أو الحاسب الآلى كمراكز ثقافية بعيدة عن المناهج الدراسية، ثم يحوله بعد ذلك لسنتر للدروس الخصوصية، وهنا تختص "التعليم" بالغلق والتشميع لمخالفة شروط التراخيص، من خلال لجنة من صلاحياتها الضبطية القضائية، تفتح تحقيقا فى الحال مع المدرسين بتلك المراكز، وكإجراء احترازى، أوقفت الوزارة مؤخرا، منح تراخيص جديدة لمراكز اللغات والحاسب الآلى. الحيلة الثانية التقدم بطلب ترخيص جمعية خيرية من التضامن الاجتماعى، لتقديم خدمات خيرية تعليمية وتثقيفية وصحية مثل محو الأمية والحضانات لغير القادرين دون مقابل مادى أو بمقابل زهيد يغطى تكلفة المكان والمصروفات فقط، لكنه يقوم بتغيير نشاط الجمعية لسنتر للدروس الخصوصية، وهنا تختص "التضامن" أو المديريات التابعة لها بالمحافظات، بغلق تلك الجمعيات بعد 15 يوما من إنذارها، وسحب ترخيصها، لمخالفتها الشروط وتحويلها لبيزنس للتربح تحت ستار الخير. الحلية الثالثة الحصول على ترخيص من وزارة الأوقاف، وتحديدا من اللجنة العليا للخدمات بالوزارة، لاستغلال بعض المساحات بالمساجد بنظام حق الانتفاع لمدة سنة واحدة لتقديم خدمات تحفيظ القرآن، أو حضانات، أو مكتبات إسلامية، لكن يتم تحويلها لسناتر للدروس الخصوصية، بالمخالفة لشروط الترخيص، وهنا تختص "الأوقاف" من قبل إمام المسجد بمتابعة الالتزام بشروط الترخيص، أو التقدم بشكاوى لها وإبلاغها أو إبلاغ مديريات الأوقاف بأى مخالفات، وتتخذ اللازم بإنهاء التعاقد مع صاحب الترخيص فورا. وتتفوق مراكز الدروس الخصوصية على المدارس النظامية، فى ارتفاع نسب حضور الطلاب، ففى الوقت الذى تعانى فيه المدارس من الغيابات تعانى بعض السناتر من زيادة أعداد المتقدمين، وتضطر لرفض العديد من الطلاب، لاكتمال العدد بها، لذلك تفتح أبوابها مبكرا من أجل الحجز قبل بدء العام الدراسى بفترة كافية، حتى إن التقديم يبدأ مع نهاية شهر أبريل وينتهى مع نهاية شهر يوليو، والطالب الذى يتأخر إلى أغسطس قد لا يجد مكانًا. وتحديد أسعار الدروس الخصوصية له عرف خاص بتلك "السناتر" بكل منطقة، قبل بدء عملية الحجز الطلابى للمواد الدراسية للعام الدراسى الجديد، حيث يجتمع أصحاب مراكز الدروس الخصوصية وكبار المعلمين العاملين بتلك المراكز لتحديد قائمة أسعار الحصة الخاصة بكل مادة، والتى تختلف من منطقة لأخرى، وشهد العام الجارى قائمة أسعار مرتفعة عن العام الماضى، رغم أن الإقبال الطلابى متفاقم للغاية، خاصة أن تلك السناتر يعمل بها مشاهير المعلمين الذين يطلقون على أنفسهم ألقابا جاذبة للطلاب المتسابقين للحصول على مجاميع عالية بالثانوية العامة، مثل إمبراطور الكيمياء وأخطبوط الأحياء وصاروخ الفيزياء وملك الرياضيات.