المتهمون استدرجوا الضحية لذبحه والاستيلاء على التوك توك بمنطقة كرداسة.. وعثر على جثته بعد 13 يوما من اختفائه في ترعة الرشاح وقُبض على المتهمين لم تمنحه الحياة يوما نظرة رضا، كُتب عليه الشقاء، كأنه جاء الدنيا ليغادرها سريعا، نال من الدنيا قسوتها وذاق مر الفقر والعوز، كانت عزة نفسه تمنعه من أن يستعطف أحدا أو يمد يده، بينما هموم الدنيا تفوق عدد سنوات عمره بكثير، ولكنه كان يحاربها أملا في حياة أفضل، يجوب الشوارع بحثا عن لقمة العيش، تنساب على جبينه حبيبات العرق، يمسحها بابتسامة رضا يتبعها تنهيدة جاءت بعد عمل يوم شاق يتحسس جيبه فرحا ببضعة جنيهات يعود بها إلى أسرته في المساء، بينما على رصيف الموت كان ينتظره ثمة أشرار لم يتركوه وقدره، اغتالوا الضحكة ونسفوا الأمل وسرقوا الحياة. "أحمد خالد" طفل صاحب ال"12 عاما" لم يكن مدللا مثل غيره، فلم يستمتع بطفولته، ولم يعرف اللهو، بل كتب عليه الشقاء كأنه وقّع مع الفقر عقد احتكار، وبرغم صغر سنه، فإنه كان كبيرًا في نظر أسرته، كاد "أحمد" يطير من الفرحة عندما امتلك "توك توك" خاصا به، كان يأمل أن تبتسم له الحياة يوما وتعوضه عن سنوات الشقاء "أحمد خالد" طفل صاحب ال"12 عاما" لم يكن مدللا مثل غيره، فلم يستمتع بطفولته، ولم يعرف اللهو، بل كتب عليه الشقاء كأنه وقّع مع الفقر عقد احتكار، وبرغم صغر سنه، فإنه كان كبيرًا في نظر أسرته، كاد "أحمد" يطير من الفرحة عندما امتلك "توك توك" خاصا به، كان يأمل أن تبتسم له الحياة يوما وتعوضه عن سنوات الشقاء والحرمان ويرى بصيصا من الأمل يلوح في الأفق. يخرج يوميا من بيته في الصباح تلاحقه دعوات والده يجوب شوارع منطقة كرداسة التي يحفظها عن ظهر قلب، ربما كان قلبه أوسع من الشوارع والحواري الضيقة التي اعتاد على دخولها لتوصيل زبائنه، كانت الابتسامة لا تفارق وجهه، لا يتوانى عن مساعدة غيره، لا تهمه حرارة الجو القاسية ولا يوم شتاؤه ممطر، كل ما يفكر فيه هو جمع بضعة جنيهات يعود بها مساء لوالده لمساعدته في أعباء الحياة. في إحدى الليالي وفي بيت مظلم مثل قلوب قاطنيه جلس "عزت" العاطل عن العمل بجوار زوجته، أخد نفسا عميقا من سيجارته وأخرج الدخان على شكل دوائر يملأ أرجاء الغرفة، ثم مال برأسه للخلف يفكر في طريقة تخرجه من أزمته المالية الطاحنة التي ألمّت به، لم يدم تفكيره طويلا حتى اقترح على زوجته قتل "أحمد" وسرقة "التوك توك" وبيعه، لم تعارضه، ولاقت الفكرة قبولا لديها وراح يفكران في الطريقة ووضع الخطة في ليلة كان الشيطان حاضرا تفاصيلها. كعادته خرج "أحمد" باحثا عن الرزق في سيناريو يومه المتكرر، أحس الطفل بانقباضة في صدره في ذلك اليوم، لكنه قرر عدم العودة لمنزله قبل ميعاده وراح يجوب الشوارع بحثا عن "زبون" يقف على أحد الأرصفة في انتظار "توصيلة"، كأن الطفل كان يبحث عن الموت ولم يكن يدري أنه اليوم الأخير في حياته، في المقابل كانت الشيطانة "زوجة عزت" تستوقفه في منطقة أبو رواش، وطلبت منه توصيلها إلى منزلها بمركز كرداسة، لم يتأخر الطفل في توصيلها وعند البيت استدرجته لداخل شقتها، إذ كان الشيطان الآخر في انتظاره لتنفيذ جريمته. ما إن دخل الطفل عش الشياطين حتى وجد "عزت" في انتظاره ممسكا سكينا وقام بذبحه دون أن يحرك لهما ساكنا، وطوى جثته داخل سجادة وخرج به بصحبة زوجته وتخلصا من الجثة في ترعة بمنطقة الرشاح، وانطلقا يستكملان باقي الخطة الملعونة، سرعان ما غير ملامح "التوك توك" حتى يستطيع بيعه وأخفاه في جراج قريب من منزله، في المقابل تسلل القلق والخوف إلى قلب أسرة "أحمد" بعد تأخره عن ميعاد رجوعه وخرجوا للبحث عنه في كل مكان دون جدوى حتى أنهكهم البحث في ليلة حزينة لم يجد الأب بديلا إلا أن يحرر بلاغا في قسم شرطة كرداسة بتغيب نجله. 13 يوما مرت على اختفاء الطفل حتى تم العثور على جثته في مياه الرشاح مرتديا ملابسه كاملة وبها آثار جرح ذبحي بمنطقة الرقبة، دلت تحريات المباحث أن القتل كان بهدف السرقة، وبخاصة مع عدم العثور على "التوك توك" وأن "عزت" وزوجته وراء ارتكاب الواقعة، وفي أحد الأكمنة تمكن ضباط المباحث من القبض عليهما، ووقف المتهم وزوجته أمام النيابة يدليان باعترافات جريمتهما البشعة لتأمر النيابة بحبسهما ويواجهان مصيرهما خلف أسوار السجن.