القضاء اللبناني حمّل نظام العقيد الراحل معمر القذافي مسؤولية اختطاف الصدر ورفيقيه في 1978، بينما كانت طرابلس تؤكد أنهم غادروا البلاد في طائرة توجهت إلى إيطاليا بعد مرور 41 عاما على قضية اختفاء اللبناني الإمام موسى الصدر، لا تزال تلك القضية تحمل الكثير من الغموض، إذ اختفى الصدر بعد زيارة إلى ليبيا عام 1978. وكان الأمل في الكشف عن ملابسات اختفاء الصدر قد انتعش بعد سقوط النظام الليبي السابق، إلا أن تصريحات عدد من المسؤولين الليبيين الذين عملوا مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي لم تضف أي جديد، بل زادت من غموض القضية. تلك القضية عادت إلى الواجهة مرة أخرى بعد أن أصدر محقق عدلي في لبنان مذكرات توقيف غيابية بحق سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل. وشملت مذكرة التوقيف التي أصدرتها السلطات اللبنانية تسعة ليبيين آخرين متهمين في قضية اختفاء الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين الملف، وذلك تمهيدا لإحالة هذه المذكرات إلى الشرطة الدولية "إنتربول" لتعميمها وتنفيذها. ويتهم القضاء اللبناني نظام العقيد الراحل معمر القذافي بالمسؤولية وشملت مذكرة التوقيف التي أصدرتها السلطات اللبنانية تسعة ليبيين آخرين متهمين في قضية اختفاء الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين الملف، وذلك تمهيدا لإحالة هذه المذكرات إلى الشرطة الدولية "إنتربول" لتعميمها وتنفيذها. ويتهم القضاء اللبناني نظام العقيد الراحل معمر القذافي بالمسؤولية عن اختطاف الصدر ورفيقيه في 31 أغسطس 1978، بينما كانت طرابلس تؤكد أنهم غادروا البلاد في طائرة توجهت إلى إيطاليا. وزارة الخارجية في حكومة الوفاق الوطني الليبية رفضت مرارا إبلاغ المدعى عليهم وفق الأصول، فجرى إبلاغهم من قبل لبنان، كما ينص قانون أصول المحاكمات الجزائية، وفقا ل"الوكالة الوطنية" الرسمية اللبنانية. رفض وسخرية ليبيون مقربون من سيف الإسلام أعربوا عن رفضهم مذكرة التوقيف اللبنانية التي صدرت بحق نجل الرئيس الراحل، وقيادات بالنظام السابق، ودهشوا من الزج باسمه في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر، خصوصا أنه كان آنذاك صبيا يلهو في خيمة أبيه، على حد قولهم. الخلافات اللبنانية.. هل تلغي القمة الاقتصادية؟ أحد أعيان قبيلة القذاذفة قال إن "سيف الإسلام كان عمره قرابة 6 سنوات عندما تم الإعلان عن اختفاء الصدر، ومن ثم فإنه بعيد عن هذه القضية، ولا يعلم تفاصيلها". وأضاف أنه "يكفيهم اعتقال شقيقه هنيبال بسبب هذه الاتهامات، التي تفتقر إلى الدليل والسند القانوني". ومنذ أن أطلقت "كتيبة أبو بكر الصديق" المسلحة سراحه في مدينة الزنتان جنوب غربي طرابلس في 11 يونيو 2017، لم يشاهد سيف الإسلام في مكان عام، وتشير تقارير وشخصيات ليبية إلى أنه يوجد في الزنتان ولم يخرج منها. ورأى عبد المنعم أدرنبة، مؤسس حراك "مانديلا ليبيا" لدعم سيف الإسلام في الانتخابات الرئاسية أمس، أنه "من المضحك تقديم القضاء اللبناني مذكرة توقيف بحق سيف الإسلام، وعدد من رموز الدولة السابقين"، متسائلا: "كيف يخطط سيف في ذلك التوقيت، وعمره لا يتجاوز 5 سنوات؟ في حين كان عمر شقيقه هنيبال الموقوف هو الآخر في لبنان عامين"، بحسب ما نقلته "الشرق الأوسط". المحقق العدلي اللبناني أشار إلى أن الإجراء اتخذ "بعد الادعاء عليهم أصولا وورود أدلة على تورطهم في الاشتراك في جرم الخطف المتمادي في الزمن". هانيبال والعقل المدبر وضعت السلطات اللبنانية يدها على هانيبال نجل القذافي، حيث استدرج من سوريا واعتقل نهاية عام 2015، ولا يزال في محبسه بعد أن سُلم إلى السلطات الرسمية، في إطار تحقيقات في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر، عام 1978. وتسلمته السلطات اللبنانية بعد ساعات من إعلان مجموعة مسلحة خطفه بعد استدراجه من سوريا، قبل أن تفرج عنه في منطقة البقاع، شرق لبنان. عائلة «موسى الصدر» تنفي تصريحات الوكيلة السابقة ل«نجل القذافي» وظهر هنيبال في شريط فيديو وزعه الخاطفون وهو متورم العينين، وطالب كل من لديه أدلة حول قضية الصدر بتقديمها فورا ومن دون تلكؤ وتأخير. ونقلت وسائل الإعلام عن هانيبال قوله في جلسات التحقيق، إن عبد السلام جلود، الذي كان يعرف لفترة طويلة بأنه الرجل الثاني في نظام القذافي، هو العقل المدبر لجريمة "اغتيال" الصدر، بهدف توريط ليبيا. وحمل هانيبال القذافي كذلك في ما نسب إليه، المسؤولية الرئيسية عن اختطاف وتغييب الصدر، لاثنين من المسؤولين الليبيين السابقين، وهما عبد السلام جلود، المقيم في إيطاليا، ورئيس الاستخبارات الليبية ووزير خارجية القذافي في آخر أيامه موسى كوسا، المقيم على الأرجح الآن في قطر. وروى نجل القذافي السجين في لبنان أيضا أن عسكريا ليبيا يجهل اسمه وموسى كوسا وشخصا ثالثا انتحلوا هوية الإمام الصدر ورفيقيه، وسافروا إلى إيطاليا، في إشارة إلى رواية تقول إن 3 عملاء للاستخبارات الليبية تنكروا بزي الصدر ورفيقيه، وسافروا إلى روما ودخلوا أحد الفنادق وتركوا أمتعة الصدر ورفيقيه وثيابهم التي تنكروا بها ثم غادروا إيطاليا بهويات أخرى، بحسب "روسيا اليوم". برلمان ليبيا يقود خريطة طريق حل الأزمة عبر القاهرة وموسى الصدر كان شخصية دينية لبنانية شيعية بارزة، وهو مؤسس حركة أمل، وقد وصل إلى ليبيا في زيارة للمشاركة في احتفالات "ثورة الفاتح من سبتمبر"، التي أوصلت القذافي إلى السلطة عام 1969. وكان برفقة الصدر الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين، وتمت استضافة هذا الوفد في فندق الشاطئ بطرابلس، وشوهد الصدر ورفيقاه لآخر مرة في 31 أغسطس 1978، وأعلنت السلطات الليبية حينها أن الصدر ورفيقيه غادروا طرابلس مساء 31 أغسطس على متن رحلة للخطوط الإيطالية متوجهة إلى روما، وعثرت السلطات الإيطالية في ما بعد على حقائب الصدر والشيخ يعقوب في فندق "هوليداي إن" بروما. وانتهت تحقيقات القضاء الإيطالي إلى قرار من المدعي العام في روما عام 1979 بحفظ القضية بعد أن تأكد بشكل قطعي أن الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية، ولا تزال القضية تثير الجديد بين الحين والآخر. وبحسب محللين، كان للصدر أعداء كثيرون، وبعض هؤلاء ليسوا بأعداء مباشرين، إنما أعداء بالواسطة، لذا فلائحة المستفيدين من غيابه أو تغييبه طويلة لدرجة تجعل الكثيرين متواطئين ومحتملين مع الراحل معمر القذافي، المتهم الأول بإخفاء الصدر، في القضية.