تم الكشف عن جذور رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التركية، بعد فترة وجيزة من توليه منصب عمدة لندن عام 2008، عندما تتبع فيلم وثائقي تليفزيوني أصول عائلته تقع قرية "كالفات" التركية الصغيرة في أعالي تلال هضبة الأناضول، البعيدة تماما عن ممرات السلطة في بريطانيا، إلا أن أهلها يدعون أنها مسقط رأس أجداد بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا الجديد. حيث تابع سكان القرية، التي تبعد نحو 110 كيلومترات شمال العاصمة أنقرة، مسيرة جونسون منذ أن أصبح عمدة لندن في عام 2008. ونقلت صحيفة "ذا ناشيونال" عن ساتيلميس كاراتكين، الذي يدعي أنه ابن عم زعيم حزب المحافظين: "إنه مصدر فخر كبير لنا"، مضيفا "بالنسبة لنا، فهو تركي من كالفات وسوف نعتبره دائمًا واحدًا منا". ويقول سكان "كالفات" إن قريتهم، حتى وقت قريب نسبيًّا، كان يسكنها عدد من الأشخاص أصحاب الشعر الأشقر، مثل جونسون، لكن هذه الميزة تلاشت مع كبار السن أو عندما غادر أفراد القرية الأصغر سنا إلى أنقرة أو إسطنبول. شواهد القبور في المقبرة التي تقع على حافة القرية تثبت شهاداتهم، حيث تحمل العديد من أسماء العائلات ويقول سكان "كالفات" إن قريتهم، حتى وقت قريب نسبيًّا، كان يسكنها عدد من الأشخاص أصحاب الشعر الأشقر، مثل جونسون، لكن هذه الميزة تلاشت مع كبار السن أو عندما غادر أفراد القرية الأصغر سنا إلى أنقرة أو إسطنبول. شواهد القبور في المقبرة التي تقع على حافة القرية تثبت شهاداتهم، حيث تحمل العديد من أسماء العائلات المنقوشة عليها، كلمة "ساري" التي تعني بالتركية الأصفر أو الأشقر. إن قبور أسلاف جونسون، المعروفة محليًّا باسم "ساري أو جلانجيلير"، أو "أبناء الشقراوات"، أصبحت الآن مجرد كومة من الحجارة التي تجتاحها الرياح وسط الأعشاب المرتفعة. ويعود كاراتكين ليقول إنه "كان هناك الكثير من الأشخاص ذوي الشعر الأشقر لكنهم ماتوا أو غادروا"، وأضاف "كان شعري أشقر، الشيب جعله رماديًّا، الآن لا يوجد أحد في القرية شعره أشقر". بعد فوزه.. هل يصبح جونسون «ترامب البريطاني»؟ تم الكشف عن جذور جونسون التركية، بعد فترة وجيزة من توليه منصب عمدة لندن عام 2008، عندما تتبع فيلم وثائقي تليفزيوني أصول عائلته. تقول "ذا ناشيونال": قبل أربعة أجيال كان جد جونسون، هاسي أحمد رضا أفندي، تاجرا ناجحا انتقل من "كالفات" إلى إسطنبول في أواخر القرن التاسع عشر، حيث ولد ابنه علي كمال -جد جونسون- في العاصمة العثمانية. احتفظت العائلة آنذاك بروابط بالقرية، والتي لا تزال آثارها موجودة في كالفات، لكن علي كمال استمر في تطوير علاقاته الدولية كصحفي ودبلوماسي ووزير لفترة وجيزة في حكومة السلطان الأخير للإمبراطورية. وتلقى تعليمه في أوروبا، حيث التقى وينفريد برون، وهي امرأة إنجليزية سويسرية تزوجها في لندن عام 1903، وبعد ست سنوات، وُلد جد جونسون عثمان ويلفريد كمال، لكن برون توفيت بعد ذلك بفترة قصيرة. ترك علي ابنه وابنته في عهدة حماته، مارجريت جونسون، في إنجلترا، وعاد إلى تركيا قبل بدء الحرب العالمية الأولى، حيث عمل فيما بعد وزيرا للسلطان محمد السادس. فضائح بوريس جونسون.. «فبركة» أخبار ومشاكل أخلاقية إلا أنه في الوقت الذي كانت تقاتل فيه تركيا من أجل الاستقلال، وقع علي كمال، الذي كان يدعم تحويل بلاده لمحمية بريطانية، في خلاف مع القوميين، وأثناء سفره إلى أنقرة للمثول أمام المحكمة في عام 1922، تم خطفه من على متن قطار وقتل على يد أحد الغوغاء. ولد ابنه، الذي حمل لقب جدته ليصبح ويلفريد جونسون، في جنوب غرب إنجلترا، حيث ولد والد جونسون ستانلي في عام 1940. وعلى الرغم من سمعة علي كمال باعتباره خائنًا للقضية التي كانت وراء بناء تركيا الحديثة، وخوف جونسون من هجرة الأتراك إلى بريطانيا، فإن رئيس بلدية لندن السابق يحظى بتقدير كبير في كالفات. وقال كاراتكين، إنه شعر بخيبة أمل عندما لم يزر جونسون "كالفات" أثناء رحلته إلى تركيا كوزير للخارجية في عام 2016. التقى عمر كاراجاك، عمدة المنطقة السابق، والد جونسون عندما زارها قبل 11 عاما، قائلا "نود أن يزورنا ابنه، بغض النظر عما يقوله السياسيون أحيانًا، ولكن هذا لا يغير من شعورنا تجاه بوريس". قبل حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي أثار جونسون خلالها شبح هجرة ملايين الأتراك إلى بريطانيا إذا انضمت بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي، وكتب قصيدة انتقد فيها رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء آنذاك. ومع ذلك، يبدو أن التوجهات السياسية للقرية تتناسب مع جونسون؛ لأنها -مثل معظم مناطق الأناضول الريفية- معقل للأحزاب اليمينية. وقال إبراهيم أكسو، 60 عامًا، "ربما عندما ينتهي من قيادة إنجلترا، يمكنه القدوم ويكون عمدة المدينة، وسنساعد حتى في إعادة بناء منزل أسرته القديم".