التمثال مصنوع من البرونز بارتفاع ثلاثة أمتار.. المحافظة: عادي غلطة وهنصححها وسيتم إزالة طبقة الطلاء.. والثقافة: ممنوع دهان التماثيل التاريخية من قبل الأحياء والمحافظات حالة من السخرية شهدها الشارع المصري على مدار الأيام القليلة الماضية بعدما تداول رواد مواقع التواصل صورًا تظهر قيام إدارة حى وسط الإسكندرية بطلاء تمثال الخديو إسماعيل، بمادة سوداء تشبه "الدوكو"، دون الرجوع إلى مسئولى وزارة الآثار المنوط بها العمل على الترميم أو فنانين تشكيليين متخصصين لطلاء التمثال، واعتمدت على عمال من إدارة الحى استخدموا "الدوكو" الأسود اللامع الذى قضى على الشكل الأصلي للتمثال، وهو ما اعتبره المتابعون إهانة لتاريخ مصر من قبل المسئولين، وأن ما حدث ينم عن تقصير كبير من قبل وزارة الثقافة والمحافظة. الواقعة ليست الأولى تشويه تمثال الخديو إسماعيل يعد استمرارًا لمسلسل تشويه التماثيل والتراث المصري، على يد غير المتخصصين فى الأحياء والمحافظات، فمنذ أشهر قليلة كنا على موعد مع حادثة مشابهة لهذه الواقعة، عندما تم طلاء تمثال الفلاحة المصرية، للمثّال الراحل فتحي محمود، بمدخل مدينة الحوامدية جنوبالجيزة، الواقعة ليست الأولى تشويه تمثال الخديو إسماعيل يعد استمرارًا لمسلسل تشويه التماثيل والتراث المصري، على يد غير المتخصصين فى الأحياء والمحافظات، فمنذ أشهر قليلة كنا على موعد مع حادثة مشابهة لهذه الواقعة، عندما تم طلاء تمثال الفلاحة المصرية، للمثّال الراحل فتحي محمود، بمدخل مدينة الحوامدية جنوبالجيزة، بمجموعة من الألوان غير المتناسقة، ووضع أحمر شفاه وإظهارها بركبة عارية لها، ومن قبلها تمثال الفلاحة المصرية أيضا ولكن هذه المرة بحي العمرانية. حالات التشويه المستمرة دفعت الكثيرين إلى المطالبة بضرورة وضع ضوابط لعملية ترميم التماثيل التاريخية في مصر وتغليظ العقوبة على المسئولين الذين يقومون بتشويهها، لأن مثل هذه الأفعال تعد تعديا صارخًا على التراث المصري من قبل بعض المسئولين وغير المؤهلين للقيام بهذه الأعمال. تحفة معمارية تمثال الخديو يعد تحفة فنية رائعة بكل المقاييس، حيث يبلغ ارتفاع التمثال ثلاثة أمتار ونصف، ومصنوع من معدن البرونز، ويحتوى على قاعدة رخامية محاطه بدرج وأعمدة وتيجان ونقوش وحليات برونزية، ووضع بميدان المنشية من خلال احتفالية كبرى أقامته الجالية الإيطالية فى مصر عام 1938 بحضور الملك فاروق، قام بنحته المثال الإيطالى «امليوفوتيش» وتم صبه بمسبك «كانويكا» بضواحي روما. خطأ فني أحمد جمال نائب محافظ الإسكندرية، خرج عبر إحدى القنوات الفضائية ليدافع عن من قام بهذه الواقعة، قائلا: واقعة طلاء تمثال الخديو إسماعيل «بالدوكو الأسود»، مجرد خطأ فنى ليس إلا، ولا يستدعى كل هذه الضجة الكبيرة «عادي غلطة وهنصححها والواقعة كلها محل تحقيق»، مشددًا على أنه تم تدارك الأمر، وسيتم عمل صيانة للتمثال وستزال طبقة الطلاء. الثقافة جهة الترميم محمد منير المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة قال: هناك قرار صادر من قبل مجلس الوزراء بعدم دهان التماثيل التاريخية من قبل الأحياء والمحافظات إلا بعد الرجوع إلى وزارة الثقافة، وتكون هي الجهة المنوط بها الإشراف على إعادة التمثال إلى صورته الأولى". أضاف منير في تصريحات خاصة ل"التحرير": "الوزارة ناشدت جميع رؤساء الأحياء والمحافظات بأنه في حالة وجود أى تمثال به مشكلات ويحتاج إلى الترميم، يعودون إلى الوزارة، ومن ثم تقوم الوزارة بتشكيل لجنة من قطاع الشؤون التشكيلية وقطاع التنسيق الحضاري، من أجل معاينة التمثال والعمل على إعادة بريقه من جديد بما يتماشى مع الصورة الأصلية التى كان عليها". وتابع منير: "لا بد من تغليظ العقوبة على كل من يعتدي على هذه التماثيل التراثية، لأن حالات التعدي على التماثيل التراثية والتاريخية زادت بصورة كبيرة جدا، بعضها من قبل المواطنين والبعض الآخر من رؤساء الأحياء أنفسهم. 60 % من التماثيل مشوهة بدوره، قال عمر عبداللطيف، مدير عام الترميم بقطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة، إن 60% من التماثيل الموجودة فى الشوارع المصرية تعانى من التدهور والتشوهات نتيجة قلة الصيانة والعبث بها، سواء بالطلاء أو بالحفر على التمثال. وأضاف عبداللطيف أنه توجد جهتان للإشراف على ترميم التماثيل والمنحوتات الموجودة فى الشوارع والهيئات، هما قسم الترميم الدقيق بقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة وقسم الترميم بوزارة الآثار، منبها إلى أن الثانية تشرف على الأعمال التى مر على نحتها أكثر من 100 عام، والتى تصنف على أنها آثار.